د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة أشعر بحزن شديد وجزع عميق وأنا أكتب هذه الكلمات فى رثاء واحد من أنبل وأذكى وأشجع رجالات جيلنا فى مصر، الفريق محمد العصار ، الذى وافته المنية أمس الأول 6يوليو 2020. لقد كتب الرئيس السيسى : فقدت مصرنا العزيزة اليوم رجل دولة من طراز فريد، وقيمة وطنية عظيمة هو الفريق محمد العصار وزير الدولة للإنتاج الحربى. اليوم. لقد كان الفقيد من أخلص الرجال الذين خاضوا غمار التحدى من أجل وطننا العظيم، ولم يدخر من أجله جهدا، بل كان دائما فى صدارة رجال مصر المدافعين عنها فى لحظات فارقة من تاريخها. هذه كلمات صادقة ومستحقة لابن مصر وفخرها محمد العصار. ولكنى هنا أزيد وأتحدث عن الفقيد العظيم باعتباره ابنا متميزا لجيلنا. فكما قلت فإن الفريق العصار كان من أبناء جيلى المتفوقين فى الثانوية العامة فى منتصف الستينيات، الذين اجتذبتهم الكلية الفنية العسكرية للالتحاق بها، والذين كان من بينهم الطالب محمد سعيد العصار الذى التحق بها عام 1964، ليتخرج ضابطا مهندسا بالقوات المسلحة. وحافظ العصار على تفوقه، فى البكالوريوس ثم حصل على الماجستير ثم الدكتوراه فى الهندسة الكهربية . وكانت تلك الكفاءة العلمية والمهنية مسوغا لارتقاء العصار مناصبه الرفيعة فى القوات المسلحة كعضو فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ثم وزير دولة للإنتاج الحربى. وكان العصار هو الشخص الأمثل والأكفأ فى التواصل بشأن تسليح الجيش المصرى، سواء مع الولاياتالمتحدة أو روسيا.غير أن الصلة الجيلية كانت عاملا أساسيا فى التعرف والتقارب مع الفقيد العظيم منذ أحداث ثورة يناير 2011 واللقاءات التى كانت تعقد مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وتعودت شخصيا منذ ذلك الحين على مجاملاته الاجتماعية، وتعليقاته على ما أكتبه بين الحين والآخر، والتى حملت دائما أحاسيس وطنية رائعة ، ومشاعر ود صادقة وجميلة . رحم الله فقيدنا العزيز الذى لا أجد فى رثائه أفضل من كلمات أحمد شوقى فى رثاء مصطفى كامل: يا صب مصر ويا شهيد غرامها، هذا ثرى مصر فنم بأمان، أقسمت أنك فى التراب طهارة، ملك يهاب سؤاله الملكان. نقلا عن صحيفة الأهرام