كان نموذجاً مصرياً وطنياً فريداً فى فكره وثقافته وصدق انتمائه لهذا الوطن أتحدث عن الفريق محمد العصار أحد قادة القوات المسلحة المصرية وهب حياته بكل الصدق والسخاء لتراب مصر وحارب من أجلها فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر وكان مسئولاً عن واحد من أهم مصادر قوتها وهو التسليح .. كان صديقاً ومحباً لكل الناس وكانت سمعته وأفكاره وثقافته تجد كل تقدير عند فئات كثيرة من أبناء مصر .. لمع اسمه مع ثورة 30 يونيو وكان محاطاً بنخبة من الإعلاميين ورجال الفكر الذين أحبوه وقدروا دوره ومسئولياته فى لحظة تاريخية فريدة .. كنا بلديات جمعتنا محافظة البحيرة الفريق العصار وأحمد زويل ومصطفى الفقى وأنا فى فترة من أزهى فترات بناء مصر كان اللقاء الأول بيننا حين اجتمع عدد من أعضاء المجلس العسكرى، فى أثناء ثورة يونيو ومنذ هذا التاريخ كنت على تواصل دائم بالفريق العصار وكنت أتابع انجازاته ونجاحاته فى وزارة الإنتاج الحربى وكان صديقاً مقربا من الرئيس عبد الفتاح السيسى وكان الرئيس يثق فيه ثقة كاملة فكراً ورأياً وأمانة، وللإنصاف فإن الفريق العصار كان دائما حريصاً أن يؤكد صورة القائد العسكرى من خلال الحوار والثقة والثقافة وكان يتابع كل الأشياء بصدق وأمانة وكان قادرا دائما أن يعكس الحقيقة فى كل ما يرى، ولهذا كان صوتاً مسموعاً ومقدراً ومحترماً من الجميع.. كثيراً ما كنت أناقش معه قضايا على درجة من الحساسية وكان يسمع ويناقش ويؤكد رفضه أو قناعاته .. كان قارئاً جيداً ولديه مكتبة متنوعة فى كل جوانب الحياة وكانت له مواقفه السياسية ربما لم يكن يفصح عن بعض قناعاته ولكنه كان صاحب فكر مستنير ونظرة موضوعية وضعته فى مكانة خاصة بين قيادات الجيش المصرى .. افتقدت برحيل الفريق محمد العصار صديقاً ورفيق مشوار فى فترة صعبة كنت أجد لديه قدراً كبيراً من الصدق والمودة، وكثيراً ما كان يسمع ويناقش وفى أحيان كثيرة كان صوتاً من أصوات الحكمة والرأى السديد.. رحمه الله نقلا عن صحيفة الأهرام