حالة من الجدل يشهدها الرأي العام بعد تداول واقعة تحرش الطالب المتهم بالتحرش بعشرات الفتيات، وتحول إلى "ترند" في مواقع التواصل الاجتماعي لتنتهي بإلقاء قوات الأمن القبض عليه والتحقيق معه. القصة بدأت بالعديد من المنشورات عبد منصات التواصل الاجتماعي تتهم الطالب بارتكاب العديد من وقائع التحرش بزميلاته قبل عدة أعوام، وسرعان ما تحولت الوقائع إلى قضية رأي عام. وتحركت النيابة العامة، معلنة رصد العديد من الشكاوى حول واقعة تحرش الطالب وتعديه على عدد من الفتيات بالقول والفعل، وإكراههن على ممارسات منافية للآداب بالتهديد والإكراه. وسرعان ما تحركت القوات الأمنية لتلقي القبض على المتهم بعد تحديد مكانه، ودعت الجهات الأمنية المتضررين للتقدم ببلاغات رسمية بالأضرار التي لحقت بهم، لتقديمها للعدالة ومحاكمة الجاني. جاءت هذه القضية لفتح ملف التحرش الجنسي في مصر، فما هي عقوبة التحرش اللفظي والجنسي، قانونيا ودينيا، وهل هذه القضية يمكن أن تسقط بالتقادم، يجيب على هذه الأسئلة عدد من خبراء القانون والدين في التقرير التالي. عقوبة التحرش يقول المستشار القانوني محمد حامد، إن التحرش هو فعل يراد به الحصول على منفعة جنسية دون موافقة الطرف الآخر، سواء بالكلمات أو بالملامسة أو بالإشارة، سواء كان الفعل علانية أو سرا. ويؤكد أن المادة 306 مكرر، نصت على أنه يعاقب المتهم بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 3 آلاف جنيه، ولا تزيد على 5 آلاف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو هاص بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية". عقوبة الابتزاز ويوضح أنه في حالة تقدم الفتيات ببلاغات ضد المتهم، سوف تكون عقوبة الابتزاز وفقا للمادة 327 من قانون العقوبات، تصل للسجن 3 سنوات، في حالة وجود طلب مع الابتزاز، والحبس سنتين وغرامة 500 جنيه في حالة الابتزاز بشكل تهديد سواء تضمن طلبا معينا أو لا. ويؤكد المستشار القانوني، أنه إذا صحت روايات بالاغتصاب الكامل أي إقامة علاقة كاملة دون إرادة الضحية فالعقوبة تكون الإعدام. عقوبة التحرش في الاسلام وعن عقوبة التحرش الجنسي في الإسلام، يؤكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية والفه المقارن بالأزهر الشريف، إن التحرش حرام شرعا، ويعتبر كبيرة من كبائر الذنوب، وهو لا يصد إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة. ويوضح الدكتور أحمد كريمة، أن الإسلام يحارب التحرش، ووعد فاعلية بالعقاب الشديد دنيا وأخرة، وأوجب على أولى الأمر أن بتصدوا لمظاهره المشينة بكل جزم وحسم، كما أن الشريعة الإسلامية جعلت هذا الفعل الدنيء أشد من الزنا الذي يمارسه الطرفان برضاهم. وتابع: "وقد جاءت الأحاديث الشريفة بوصف التحرش الجنسي بالربا، بل بأنه "أربى الربا"، وهذا يقتضي أنه أشد جرمًا من الزنا الذي لا تحرش فيه: فأخرج الإمام أحمد في "مسنده"، وأبو داود في "سننه"، عن سعيد بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ". ويؤكد أنه لا يجوز تبرير التحرش الجنسي بملابس المرأة، أو جعل الفتاة المتحرش بها شريكة في الإثم، حيث إن هذا الفعل المشين ليس له مبرر. ودعا أستاذ الشريعة الإسلامية، إلى ضرورة تفعيل القوانين التي تجرم التحرش وتعاقبه على فعله، كما يدعو المؤسسات المعنية إلى رفع الوعي المجتمعي بأشكال التحرش وخطورته، والتنفير من آثاره المدمرة على الأخلاق والحياء، خاصة التحرش بالأطفال.