مرت 7 سنوات حافلة بالعمل والإنجاز والعطاء غير المحدود على ثورة الثلاثين من يونيو، التي ستبقى حاضرة وماثلة في الأذهان وملهمة لأجيال قادمة، وتزداد ألقًا وبهاءً كلما تعاقبت عليها الأعوام والسنون. ثورة أظهرت جلد المصريين وصلابتهم في مجابهة تحديات مصيرية عاصفة، وأنقذوا بفضلها وطنًا كادت أن تقوده إلى التهلكة جماعة إرهابية قضت في الحكم عامًا اتشح بالسواد الحالك في كل المناحي والقطاعات الحياتية، وأبهر المصريون العالم بصمودهم وقدرتهم الفذة على الإنجاز وإتمام مشروعات وتحقيق أحلام كانت تصنف في بند المستحيل. ثورة حدد بوصلتها ومطالبها شعب عظيم رفض الخضوع والاستسلام لحكم جماعة كان شعارها إما أن نحكمكم أو نقتلكم، ثورة أعادت بناء مصر وغيرت وجهها للأجمل والأبهى بحركة تعمير وتشييد شملت أرجاء البلاد، ولم تتوقف حتى في أحلك وأصعب الظروف كتلك التي نعاصرها الآن متمثلة في جائحة كورونا، التي تفتك بلا هوادة ولا رحمة ولا تزال بشعوب كوكب الأرض. ثورة وضعت نصب عينيها إنقاذ وطن وصيانة أمنه القومي ومؤسسات الدولة الوطنية التي سعى الإخوان لتقويضها وتخريبها، حتى يقيموا دويلات الميليشيات، وعملت الثورة جاهدة على استعادة مكانة مصر الرفيعة دوليًا وإقليميًا، ونجحت بامتياز في بلوغ هذا الهدف. ثورة أطلقت مبكرًا إشارات التحذير والتنبيه لما يُدبر للمنطقة من قبل جماعة الإخوان الإرهابية واستهدافها لكيان الدولة الوطنية، وتبنيها أجندة خبيثة ماكرة لتمكين مموليهم - من القطريين والأتراك - من الاستحواذ والسيطرة وتوسيع رقعة النفوذ، وأيضًا حذرت بشدة من الإرهاب العابر للقارات، وأن من يعتقد أنه بمأمن منه، أو قادر على تحريكه وتوجيهه بدون أن يلدغ منه فهو واهم، وصدق لاحقًا ما حذرت منه مصر وقيادتها السياسية في هذا الصدد. ومضى المصريون في طريقهم بقيادة الرئيس السيسي ، الذي قرر اقتحام أزمات وهموم لطالما عانت منها مصر بدون حلول ناجعة لها، وكان الكثيرون يخشون مجرد الاقتراب منها، وبدأ الرئيس السيسي في معالجتها من الجذور وليس من السطح كما جرت العادة لعقود خلت، ونتج عن ذلك حصد ثمار طيبة عديدة كلها تصب في اتجاه الارتقاء بحياة الناس وصحتهم ووسائل انتقالهم ومأكلهم ومشربهم وتوفير فرص عمل لهم، والقضاء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية، والمحافظة على كرامة المواطن المصري داخل البلاد وخارجها، فالدولة المصرية بأجهزتها ومسئوليها ساهرة على الاعتناء بهم، وتذليل ما يعترضهم من عقبات ومتاعب. إن مكتسبات ثورة الثلاثين من يونيو تحتاج لوقت طويل لبيانها وتفصيلها من كل أبعادها وزواياها المنظورة وغير المنظورة، وهذه المكتسبات لا يُنكرها سوى فاقد لنعمة البصر، أو حاقد وجاحد، أو إخواني بغيض تحركه نوازع الشر والعنف والبغي، ولذلك تحاول هذه الفئات الكارهة التشكيك فيها والتقليل من شأنها، وما إن تحل ذكرى الثلاثين من يونيو، حتى يشتد غيظهم وغضبهم، لأن الثورة أزالت عن وجوههم القبيحة الأقنعة التي كانوا يتخفون خلفها ويخدعون بها عامة الناس، وظهر بجلاء مدى انحطاطهم وخستهم وخيانتهم للوطن ومتاجرتهم بالدين بلا خجل أو تأنيب ضمير. وبعد 7 سنوات من ثورة الثلاثين من يونيو فإن زخمها وعطاءها يتواصل وسيتواصل في مقتبل الأيام، ومعها كذلك تستمر التحديات الواجب الانتباه إليها ومواجهتها، وفي مقدمتها التحديات المتعلقة بأمننا القومي الذي تسهر قواتنا المسلحة على ضمانه وقطع كل يد تمتد إليه بغرض الإيذاء، والتصدي للإرهاب وداعميه. لقد كانت دولة الثلاثين من يونيو واضحة أشد الوضوح منذ اللحظات الأولى في بيان لاءاتها، ومنها لا للعودة للفوضى والانفلات وعدم احترام هيبة الدولة، ولا للمصالحة مع الإخوان الملوثة أيديهم بدماء الشهداء الأبرار من القوات المسلحة والشرطة المدنية والمدنيين، ولا لمن يحاول المساس بالدولة الوطنية ومؤسساتها، ولا للعشوائية في جميع صورها.