عبدالله عبد السلام أفق جديد هل يمكن تخيل عودة بريطانيا إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس؟. بالقطع لا.. أصبحت العظمة تاريخا يستعين به البريطانيون على واقعهم الصعب. على مدى 30 عاما، ظل حال ليفربول ، كبير أندية بلاده الفائز بالدورى 18 مرة، وبألقاب أوروبية عديدة، يشبه مجد بريطانيا الغابر. أن تشرق الشمس مجددا على دولة أو مؤسسة، حلم أضحى من المستحيلات، فالعالم لا يتوقف والمنافسة مهلكة والأبطال الجدد يظهرون تباعا ليتوارى القدامى، لكن رجالا استثنائيين يمكنهم عكس حركة التاريخ، بينهم يورجن كلوب المدير الفنى ل ليفربول . لم يأخذه كثيرون بجدية عندما جاء قبل 5 سنوات. مبتسم وعاطفى وظريف ويعانق اللاعبين دائما( بالطبع قبل كورونا)، لكنه ليس جوارديولا العبقرى، ولا مورينيو المتباهى. منذ البداية، قلل كلوب من التوقعات: لست الرجل الذى سيحتل العالم، ولست عبقريا أعرف ما لا يعرفه الآخرون. أحتاج أشخاصا معى لتكون معلوماتى كاملة. لكنه مع ذلك، بدا كجنرال ألمانى حديدى مصرا على أن تكون له الكلمة الأولى والأخيرة، أما ما بينهما، فيمكن النقاش. وفى عالم يتجنب الخبراء، سعى هو إليهم. خصص مسئولا للياقة البدنية وآخر للتغذية وثالثا لرمى الكرة وآخرين كثيرين. أرسى قواعد محددة للتعامل مع اللاعبين خلاصتها العطف الشديد والانضباط الأشد. الموهبة مهمة لكن فلسفته الأساسية أن التدريب الشاق كفيل بتحسين المستوى. علاقته باللاعبين فريدة. لديه قدرة على إشعار كل واحد منهم أنه صديقه الحميم، لكنه حاسم كقائد عسكرى ما إن يقول لجنوده سنذهب للحرب الآن، فإنهم سيتبعونه بشكل أعمى. هذا ما يفعله دون أن يكون لديه سيف، كما يقول الصحفى الألمانى لوتز فانستايل . يضع كل جندى/ لاعب بمكانه ويخرج أفضل ما لديه. استطاع تحويل محمد صلاح من لاعب يحرز أهدافا لنجم يحصد بطولات. لم يهادن الجمهور بل صارحهم: أنا سيد اللعبة، لكنى سأحصل على نتائج تثلج صدوركم. فاز كلوب قبل أيام ببطولة الدورى رقم 19 لناد، كان عاديا، بعد أن غرس فى إدارة ليفربول واللاعبين والجمهور أن بالإمكان تحقيق المستحيل شريطة الإيمان بالتغيير وبأن زمن المعجزات لم يغادرنا بعد. نقلا عن صحيفة الأهرام