د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة اقشعر بدنى وشعرت ب الحزن والغم الشديدين وأنا أقرأ ما جاء في أنباء أمس الأول (الجمعة 26/6) عن الجريمة البشعة التي ارتكبتها أم (نعم ..أم !) في منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية، حيث قامت بقتل طفلتين لها! ووفقا لما قرأت في أكثر من موقع فإن الأم كانت قد أنجبت ثلاثة أطفال، ولدا وبنتين. ولكن الولد توفى، مما أدى, كما قالت, إلى اكتئاب زوجها، وإساءة معاملته لها وللابنتين، فقررت أن تقتلهما وترحمهما من العذاب! هذا ما قرأته عما قالته السيدة في تبرير جريمتها. إن الصور المنشورة توحى بأن الأسرة كانت ميسورة الحال، يبدو فيهما الأب محتضنا ابناءه الثلاثة. ولكن إذا كانت روايتها صحيحة، وإذا لم تكن السيدة مصابة بمرض نفسى شديد، فإن الواقعة تستحق الوقوف عندها طويلا...، وأتحدث هنا بالذات عن قتل البنات، فالحقيقة أن قتل البنات، أو (وأد البنات) آفة قديمة وبشعة انتشرت في أنحاء كثيرة من العالم القديم، مثل الصين والهند، وكذلك في الجزيرة العربية ، حيث كانت تدفن الابنة ويهال عليها التراب، وجاء الإسلام وحارب بقوة تلك العادة الذميمة، وفيها نزلت الآية الكريمة: وإذا الموءودة سئلت، بأى ذنب قتلت, (التكوير8 و 9). غير أن واقعة شبرا الخيمة لم تحدث ب الجزيرة العربية في العصور الوسطى ، ولكنها وقعت في القرن الحادي والعشرين في مصر، ذات السجل الحديث الحافل في تحرير المرأة! البنتان ضحيتا حادثة شبرا الخيمة لم تكونا رضيعتين بل كانتا فتاتين جميلتين بريئتين: ريتاج 7 سنوات وجنة 6 سنوات، قتلتهما أمهما ذات الثلاثين عاما خنقا بيديها، بل وقالت إن إحدى البنتين قالت لها: أنا هاموت ياماما...تماما مثلما قال جورج فلويد للشرطى المجرم الذى ضغط بركبته على عنقه حتى الموت في أمريكا: لا أستطيع التنفس!. لقد هز مصرع فلويد أمريكا كلها..، فهل يهز قتل ريتاج وجنة منظمات المرأة في مصر، وينبهها إلى حقيقة أن رسالتهم نحو حماية (ولا أقول تمكين أو تحرير) المرأة والبنت المصرية لاتزال بعيدة، بعيدة المنال...؟. نقلا عن صحيفة الأهرام