د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة نبهنا محرك البحث الأشهر على الإنترنت جوجل يوم أمس (23 يونيو) إلى الذكرى رقم 141 لمولد امرأة مصرية عظيمة هى هدى شعراوي ، رائدة تحرير المرأة فى مصر. ولا أعرف إن كانت هيئة أو جهة نسائية فى مصر قد احتفت بهذه المناسبة، خاصة أن سيرة و حياة هدى شعراوى خصبة مليئة بالمعارك والقضايا الخلافية المثيرة. ولدت هدى لأسرة ارستقراطية ثرية فى إلمنيا فى عام 1879 وكان والدها محمد سلطان باشا رئيسا لمجلس النواب فى عهد الخديو توفيق. تلقت التعليم فى منزل أهلها قبل أن يزوجوها فى الثالثة عشرة من ابن عمتها على الشعراوى فغيرت لقبها لتحمل اسمه وفقا للتقاليد الأوروبية .كانت شخصية ذكية موهوبة، حرمها الزواج من ممارسة هواياتها فى عزف البيانو وزرع الأشجار، وأن تعيش حياتها بالطريقة التى تحبها، مما أصابها بالاكتئاب. وفى رحلة استشفائية لأوروبا انبهرت بالمرأة الأوروبية فى فرنسا وإنجلترا.غير أن المشاركة الرئيسية لزوجها على شعراوى فى الوفد المصرى برئاسة سعد زغلول أسهم فى تصعيد نشاطها إلى ذروته فى أحداث ثورة 1919 فشاركت فى قيادة مظاهرات السيدات بالثورة. وإذا كان المشهور عن هدى شعراوي ، أنها قامت، فى أثناء الاستقبال الشعبى الحافل لسعد زغلول عام 1921 بالدعوة إلى خلع غطاء الوجه وقامت هى بخلعه فعلا، إلا أنها دعت أيضا (منذ مائة عام !) إلى رفع السن الأدنى لزواج الفتيات ليصبح 16 عاما للفتيات و 18 عاما للفتيان، كما سعت إلى وضع القيود على حرية الرجل فى الطلاق من طرف واحد، وفى تعدد الزوجات. وألحت هدى شعراوى على تعليم الفتيات، ومشاركة المرأة فى الأنشطة المهنية والسياسية، وشكلت وأشهرت أول اتحاد نسائى فى مصر، وأسهمت فى تأسيس الاتحاد النسائى العربي، ورأسته عام 1935 و حضرت مع سيزا نبراوى ونبوية موسى عدة مؤتمرات دولية للمرأة . وفى رحلاتها للمؤتمرات الخارجية التقت موسيلينى فى روما، وبكمال أتاتورك فى تركيا، الذى اعجب بحديثها أيضا باللغة التركية. حياة هدى شعراوى وإنجازاتها أكبر بكثير من أن يضمها عمود صحفى واحد!. نقلا عن صحيفة الأهرام