د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة أتحدث هنا عن العدو أو الخطر الذى تواجهه مصر اليوم في ليبيا. فسلامة واستقرار ليبيا هي أحد مقومات أمن مصر القومى ، ولذلك فإن اهتمام مصر وانشغالها بكل ما يحدث في ليبيا هو أمر بدهى لا يحتاج لمزيد من تفسير أو تبرير. وإعلان القاهرة الذى صدر في السادس من ذلك الشهر، والذى وجد ترحيبا من القوى الدولية المعنية هو الذى يشكل مرجعية الموقف المصرى فيما يتعلق بالحل النهائي الشامل المتصور للأزمة الليبية.. أقول ذلك بمناسبة واقعة اختطاف وتعذيب ثلاثة وعشرين من العمال المصريين على أيدى عصابات توصف بأنها ميليشيات هناك، والذين تمكنت السلطات المصرية من إعادتهم سالمين إلى أرض الوطن. ومن ناحية أخرى أعلنت حكومة الوفاق الليبية القبض على المتورطين في الواقعة وإحالتهم للنائب العام هناك. وكما جاء في البيان الذى صدر عنها، فإن العلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين الليبى والمصرى لا يمكن أن تنال منه تصرفات فردية لا تمثل الدولة الليبية ولا أعراف و قيم شعبها. ماذا يعنى ذلك وكيف نفسره في ضوء إعلان القاهرة؟ معناه أن مصر لاتعادى طرفا معينا في ليبيا، وإنما هي فقط، وبلا أي مساومة ترفض تدخل تركيا في ليبيا، ودعمها لعصابات الإرهاب هناك. وهذه التصرفات التركية وجدت بالفعل إدانة ورفضا دوليا حاسما عبرت عنه بالذات فرنساوروسيا والولايات المتحدة. والحقيقة أن هذه التصرفات التركية تعيد إلى ذهنى ما درسناه وقرأناه عن سيرة الإمبراطورية العثمانية منذ منتصف القرن التاسع عشر، عقب الهزائم المتوالية التي لحقت بها من الدول الأوروبية، والتي دعت قيصر روسيا نيقولا الأول إلى أن يطلق عليها اسم رجل أوروبا المريض، ثم شاع هذا الأسم بين دول أوروبا الأخرى. غير أننى أعتقد أن الأسم الأليق بتركيا أردوغان اليوم هو رجل أوروبا الأحمق!..هذا بالطبع إذا قبل الأوروبيون أصلا أن ينضم إليهم، وهو أمر يبدو حتى الآن بعيد المنال. نقلا عن صحيفة الأهرام