د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة أقصد هنا الممثل المصرى الكبير شريف منير الذى نشر على انستجرام صورا لبناته، مثل ملايين البشر فى الدنيا كلها الذين يعرضون اليوم صورا من حياتهم بل أفكارهم وأحلامهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعى . هذه الصور الجميلة تقدم نموذجا طيبا لأب مصرى، شخصية عامة ومعروفة، سعيد وفخور ببناته الثلاث. وقد حظيت هذه الصور بالطبع بإعجاب تستحقه، ليس فقط من الوسط الفنى الذى ينتمى إليه شريف، وإنما أيضا بالطبع من ملايين المتابعين لشريف, و أنا منهم, كممثل قدير معروف. ولكن ما أزعج شريف وبناته الصغيرات البريئات هو بعض التعليقات السخيفة والبذيئة التى لم يتصورها ولم تخطر على بالهم. غير أننى أنصح الأستاذ شريف وبناته بألا يلتفتوا على الإطلاق لتلك التفاهات، وألا ينشغلوا برفع قضايا وأخذ حقوقهم، كما صرحت بذلك البنات الصغيرات.تلك يا أستاذ شريف إحدى خصائص أو نتائج وسائل التواصل الاجتماعى الحديثة التى غيرت حياتنا بالكامل، لأنه بعرض هذه الصور على انستجرام أو فيس بوك ، أصبحت متاحة ليشاهدها مئات الألوف بل الملايين من الناس، وهؤلاء فيهم المتعلم وغير المتعلم، المنفتح الليبرالى والمنغلق المحافظ، المحب المتعاطف والكاره الحاقد... فهل متصور أن تعجب الصور الناس جميعا؟ هل تعلم قصة جحا وابنه والحمار المعروفة فى التراث الشعبى، والتى ترشدنا إلى أن من المستحيل أن ترضى كل الناس كل الوقت..؟ بل إنك سوف تجد اليوم أيضا من أهلك ومعارفك من يلومونك على نشر الصور خوفا من الحسد وعيون الناس!غير أن ما أوافقك عليه وأتضامن بكل قوة فيه معك هو ملاحقة الذين يسلون أنفسهم بكتابة تعليقات بذيئة لا تعبر عن وجهة نظر ناقدة أو معارضة، ب أسماء وهمية مزيفة ، تلك مشكلة شائعة على الإنترنت، ولكن الأجهزة المختصة بجرائم الإنترنت بوزارة الداخلية قادرة على تتبع هؤلاء والوصول إليهم. وأخيرا تحياتى واحترامى لك ولبناتك العزيزات . نقلا عن جريدة الأهرام