د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة أتحدث بالطبع عن إعلان القاهرة بشأن الأزمة الليبية الذي صدر يوم 6 يونيو بعد لقاء الرئيس السيسي مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي والمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، بحضور رئيس مجلس النواب المصري د. علي عبدالعال، والفريق محمد زكي وزير الدفاع والإنتاج الحربي وسامح شكري وزير الخارجية، واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة المصرية والذي تضمن مبادرة مصر لحل الأزمة في ليبيا، والصراعات المحتدمة هناك والتي يغذيها بشكل خاص الدعم التركي لحكومة فايز السراج. لقد لقيت المبادرة المصرية، علي الفور دعما من الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا، كما حيتها السعودية والأردن والإمارات والبحرين...ولكن لم يكن من الغريب أن يرفض أردوغان ووزير خارجيته تلك المبادرة بعد فشل تركيا في الاستيلاء علي الشرق الليبي وعلي منشأته النفطية الغنية! وفي تصريحات تجسد العنجهية التركية المعهودة قال جاويش أوغلو أن أنقرة...ترفض استخدام مصطلح وقف إطلاق النار، بالنسبة للوضع الحالي في ليبيا لأنه يعني عادة وقف العمليات القتالية بين طرفين متنازعين وشرعيين؟! ...لأنه لا يمكن وقف النار مع الإرهابيين والانقلابيين؟ وهذا بالطبع كلام فارغ، وغير صحيح علي الإطلاق، لأن حفتر أولا و قبل أي شيء قائد شرعي ومحترف . ولكن بصرف النظر عن ذلك، ماذا يعني مثلا إجراء مفاوضات بين الولاياتالمتحدة و حركة طالبان الأفغانية ، التي بدت في لحظة نموذجا للجماعات الإرهابية اللاشرعية، وماذا تعني عشرات الحالات المشابهة في التاريخ الحديث والمعاصر من فيتنام والملايو شرقا إلي حركات المقاومة غربا في أمريكا اللاتينية...؟ الحقيقة هي أن الطرف الدخيل والمتنازع، واللاشرعي في ليبيا هو تركيا أردوغان ، أما مصر فإن من حقها، بل ومن واجبها أن تدعم قوي الشرعية و الاستقرار في ليبيا ، لأن أمن ليبيا واستقرارها هو امتداد لأمن واستقرار مصر!. نقلا عن صحيفة الأهرام