د. أسامة الغزالى حرب كلمات حرة مع الاعتذار للذين سوف يستنكرون طلب الرحمة ل كارل ماركس ، اعتدنا أن نقول الله يرحمك يافلان،إذا تذكرنا شخصا سبق لنا تجاهل آرائه وأفكاره ثم تبينا بعد رحيله صحة تلك الآراء والأفكار! وأنا اليوم أقول هذه العبارة، ليس فقط لأن كارل ماركس هو أحد أبرز المفكرين فى العصور الحديثة ومن أكثرهم تأثيرا بشكل عام، ولكن أيضا بمناسبتين نعيش أجواءهما اليوم، أى كورونا و جورج فلويد ! فلا شك أن من أهم الحقائق التى كشفتها ظهور جائحة كورونا ، ثم انتشارها واستفحالها فى بلدان متقدمة رأسماليا مثل إيطاليا وأسبانيا ثم فى الولاياتالمتحدةالأمريكية التى سجلت مؤخرا أعلى المعدلات فى العالم..هو عجز الأنظمة الصحية فى تلك الدول فى مواجهة الفيروس. والتفاصيل التى نطالعها فى الصحف ووسائل الإعلام كثيرة ومثيرة للغاية عن الظروف الصعبة التى يعمل فيها الأطباء هناك، التى تدفع الأطباء إلى إعادة تدوير المعدات الطبية والوقائية، فضلا عن تعرضها للسرقة أو للبيع فى السوق السوداء...إلخ. إن ذلك يذكرنا بالتناقض الذى شدد عليه ماركس بين التغيرات الثورية فى الإنتاج وبين الظروف الاجتماعية والصحية المتدنية التى تعيش فيها الطبقات العاملة! غير أن واقعة تعذيب وقتل المواطن الأمريكى الأسود جورج فلويد على يد الشرطى الأمريكى الأبيض ديريك تشوفين بمدينة منيابولس فى 25 مايو الماضى، بالضغط على رقبته لما يقرب من تسع دقائق غير عابئ بتوسلاته، إلى أن لقي مصرعه، التى نقلت عبر هاتف الموبايل إلى العالم كله والتى حركت احتجاجات هائلة فى أمريكا والعالم كله... أقول هذه الواقعة تذكرنا بلا شك بإدانة ماركس للعنصرية وللنظام العنصرى كخصائص كامنة فى النظام الرأسمالى، ونجد فى الأدبيات الماركسية مثلا نصا لخطاب كتبه ماركس وأرسلته الجمعية الأممية للعمال فى 1856 إلى إبراهام لنكولن الرئيس الأمريكى الذى ينسب إليه الفضل فى تحرير العبيد فى أمريكا ، يمتدح فيه لنكولن وحربه من أجل تحرير العبيد واصفا إياه بأنه الابن ذو العزم للطبقة العاملة، والذى قاد البلاد عبر نضال لا نظير له من أجل انقاذ الجنس المكبل بالأصفاد و إعادة بناء العالم الاجتماعى . نعم، رحم الله ماركس! نقلا عن صحيفة الأهرام