كارثة كورونا تشغل العالم كله شرقاً وغرباً بينما هناك من يحاول استغلال هذه المحنة الإنسانية الرهيبة ويعبث في خريطة العالم ويحاول أن يمد نفوذه وسط الظلام الدامي.. إن الرئيس التركي الطيب أردوغان يحاول أن يستغل الفرصة وليس أمامه غير الدول العربية التي انقسمت علي نفسها وأصبحت مستباحة من كل الأطراف.. إن أردوغان القي بقواته في ليبيا في قلب المغرب العربي وأصبح يهدد تونس والجزائر وهو على حدود مصر الغربية وقواته البحرية تنقل كل يوم بقايا داعش من سوريا والعراق. إن الرجل لا ينكر أنه يبحث عن دور وزعامة، ولأنه لم يجد لدى الاتحاد الأوروبي مكاناً ولم يجد على امتداد روسيا وإيران والجمهوريات السوفيتية موقعا فقد ألقى كل أوراقه في الدول العربية من الخليج إلى البحر المتوسط ودول المغرب العربي.. لقد انتهز فرصة انشغال أوروبا ب كارثة كورونا ودفع بقواته العسكرية في استعراضات مكشوفة إلي ليبيا والبحر المتوسط في استعراض تاريخي يعيد الوجه القبيح للإمبراطورية العثمانية الغاربة انه من خلال ليبيا وحقول البترول يستطيع ان يضمن أرضاً لقواته وموارد مالية لمغامراته خاصة أن تركيا تعاني ظروفاً اقتصادية صعبة ولن تجد دعما من أوروبا أو مالا من أمريكا لأن هذه الدول دفعت ثمناً باهظاً أمام كارثة كورونا لم يكتف أردوغان بالتواجد العسكري في ليبيا والبحر المتوسط، ولكنه استولى على دولة عربية أرضاً وأموالاً وأقام قاعدة عسكرية في قطر التي قدمت له في الأيام الماضية عشرة مليارات دولار بل إنه الآن يهدد بضرب دولة الإمارات العربية، لأنها تتصدي لمغامراته المجنونة.. إن العالم العربي يعيش لحظة تاريخية صعبة ما بين الانقسامات بين شعوبه والأزمات والخلافات بين حكامه والأموال التي ضاعت في انخفاض رهيب في أسعار البترول، والواضح الآن أن أمريكا أمام أزماتها الداخلية لن تمانع في أن تترك تركيا تعبث بعض الوقت لحسابها في الدول العربية، ولكن الشيء المؤكد أن ما كان يقال عن الدولة العثمانية وأحلامها القديمة لم يعد مجرد حلم، لأن أردوغان يلعب بالنار سواء لحساب تركيا أو أطراف أخري..وهو الآن يعلن بصراحة عن عودة الخلافة الإسلامية بين تركيا والعرب و العالم الإسلامي . نقلا عن صحيفة الأهرام