رأي هل من الممكن أن يكون هناك شخص بالصورة التى قدمها مسلسل «الاختيار» للشهيد العقيد أحمد المنسى؟ هل هناك من هو بهذه القوة والشهامة والرغبة فى الشهادة وقضاء حاجات الآخرين؟ سمعت السيدة منار أرملة الشهيد تقول إن ما أظهره المسلسل عن شخصية أحمد هو ربع الحقيقة. وسمعت «رأفت البلط» صديق العقيد يقول إن من عاشر المنسى لا يمكن أن يصدق شخصا بهذه الصفات. وسمعت أن باهر دويدار كاتب المسلسل قام بلقاء كل من اقترب من أحمد المنسى وسمع منهم عن شخصيته وعن أعماله وعن أمانيه وعن دوره كقائد كتيبة وانتهى من ذلك إلى قوله لصديقه رأفت أنه فى العمل الدرامى يقوم المؤلف عادة بتعظيم الشخصية لكن بالنسبة للعقيد المنسى فإنه مضطر إلى أن يقلل من الشخصية التمثيلية بنسبة 40 فى المائة على الأقل لأنه لو رسم الشخصية فى ضوء ماسمعه وعرفه لن يصدق المشاهد أن هناك شخصا بهذه المواصفات. كنت أهاب الحلقة التى إستشهد فيها البطل وقد نجح المخرج «بيتر ميمى» بالمعاونة مع القوات المسلحة فى تقديم صورة عن ملحمة قرية « البرث » التى شن عليها الإرهابيون أكبر هجوم قاموا به عددا وذخيرة ومتفجرات من أجل الوصول إلى « العقيد المنسى » الذى دوخهم فى مواجهاته البطولية لأنه كان لا يخاف . ولم يكن يراعى حسابات أى شىء لسبب بسيط وهو أنه كان يتطلع إلى الشهادة. وقبل أن يستشهد فعلا كان قد أعد ورسم كل شىء عندما تجئ اللحظة التى ينتظرها: وصيته وطريقة دفنه بنفس ملابسه بلا كفن. وفى تاريخ المواجهات فقد كانت ملحمة « البرث » التى جرت فى تاريخ لا ينسى 7/7/7 أى يوم 7 شهر 7 سنة 2017 هى أطول مواجهة جرت بين قواتنا والإرهاب. فى جنة الخلد بإذن الله أحمد وكل زملائه الشهداء، وشكرا لكل من شارك فى هذا المسلسل الذى عرفنا منه معنى الرجولة والوطنية ! نقلا عن صحيفة الأهرام