رأي يبلغ أى عمل درامى النجاح عندما يعرف المشاهد أنه وإن كان أمام تمثيلية فإنه يجد نفسه يعيش أحداثها بكامل أحاسيسه، غارقا فيها بصورة ترتفع بالعمل إلى درجة الواقعية فتختلف مشاعره بين الغضب والغيظ خصوصا وهو يشاهد تمكن الشر وسيطرته . هذا ما حدث مع مسلسل «البرنس» الذى اخترته مع مسلسل «الاختيار» ليتصدرا قائمة الأعمال التى أتابعها فى الشهر الكريم، ومن حسن حظى أن المسلسلين يعتبران فى تقديرى قمة أعمال الشهر . مؤلف مسلسل البرنس و كاتب السيناريو والحوار هو محمد سامى وهو بالإضافة إلى ذلك مخرج العمل الذى استلهم قصته من الصفحة التى كان يكتبها الراحل عبد الوهاب مطاوع فى أهرام الجمعة وكانت تعد أفضل صفحة ضمت نبضات القراء فى تاريخ الصحافة. وحسب ماذكره محمد سامى فقد أمضى خمس سنوات وهو يعالج قصة البرنس مما جعلها بالفعل دراما بالغة الحبكة والإثارة لاتخلو حلقة من حلقاتها من حدث مثير يمسك بمشاعر المشاهدين فى الوقت الذى نجح فى اختيار مجموعة العمل التى تنافس أفرادها فى مباراة تمثيلية على أرفع الآداء بحيث يصعب اكتشاف هبوط واحد بما فى ذلك الطفلة فريدة حسام (مريم) التى هزت مشاعر الملايين ليلة وقفت ذليلة تجتر دموعها بعد أن ألقاها فتحى ( أحمد زاهر ) فى الشارع . عقدة المسلسل ليست جديدة وهى صراع الإخوة على فلوس الميراث لكن المعالجة جيدة وقد منحت الشر مساحة كبيرة طالت حتى بدأ سؤال المشاهد متى يكون الانتقام؟ سيحدث الانتقام بلا شك وفى القرآن الكريم ما ينطبق تماما على سيطرة الشر فترة بقول الحق: «فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون. فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين». (الأنعام 44 و45). محمد رمضان و أحمد زاهر قمة شاركهما فيها كل طاقم العمل أما المخرج محمد سامى فقد بلغ المجد! نقلا عن صحيفة الأهرام