بينما يترقب الجميع في إفريقيا مصير البطولات المحلية والقارية، ويسعي القاصي والداني للوقوف علي خط الرجعة لمستقبل المسابقات علي ضوء الأجواء التي تحيط بالعالم كله بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، تبدو كلمة رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) أحمد أحمد لها وزنها وثقلها في هذا التوقيت باعتباره ربما تزيل شيئا ولو قليلا من حيرة العقول وتلهف القلبو لعودة الساحرة المستديرة لملاعب القارة السمراء. وفي محاولة لاستقراء ما يسفر عنه المشهد خلال الفترة المقبلة، جاء موقع "دويتش فيله" الألماني ليلقي بكافة التساؤلات علي مائدة رئيس الكاف أملا في البحث عن حلول لها؛ حيث فجر الملاجيشي أكثر من مفاجأة عن عودة النشاط في مقدمتها غياب الرؤية والضبابية حول الموقف، وعدم مقارنة الموقف المالي في إفريقيا بنظيره في أوروبا وغيره من النقاط التي تظهر حرارة إجابتها خلال السطور التالية. • ما هو تأثير فيروس كورونا على الكاف خلال الشهرين الماضيين؟ لاشك أن هذا الفيروس يختلف تمامًا عن الأوبئة الأخرى التي عرفناها في إفريقيا واعتدنا عليها، مثل الإيبولا أو الكوليرا. الآن، يواجه العالم كله أزمة صحية خطيرة للغاية، وفي إفريقيا كل بلد يفهم بطريقته الخاصة هذه الأزمة , صحيح أننا يمكن أن نتحدث عن التأثير الذي ليس له تأثير مثل القارات الأخرى. فقط، عندما نرى نسبة الاختبارات التي تم إجراؤها في هذه البلدان، يكون الأمر مزعجًا دائمًا، لأننا نفتقر إلى الوضوح في إدارة هذا الوباء في إفريقيا. وأضاف قائلا : في مواجهة هذا الوضع، اتخذ الا تحاد عدة إجراءات وكان رد فعلنا الأول التأكد من أن الموظفين، الذين يعملون في المقر الموجود في القاهرة، يمكنهم العمل من المنزل. ثم، مثل أي مكان في العالم، اتخذنا خطوات لوقف أنشطة كرة القدم تمامًا. أولويتنا هي أولاً وقبل كل شيء الصحة أي حماية اللاعبين و المسؤولين الجمهور وكان ذلك في مقدمة الأولويات. * في الأيام الأخيرة، طلب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من الاتحادات المحلية إيجاد طريقة لإنهاء البطولة قدر الإمكان، بل إنه يبحث عن طريقة لإنهاء مسابقاته (دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي ).. هل لدى الاتحاد الإفريقي تخطيط لذلك لكافة المسابقات ؟ كما تعلمون فإن الافتقار العام للرؤية لا يسمح لنا بتوقع أنشطتنا والتخطيط لها. في الوقت الحاضر، نحن نعمل بشكل وثيق مع منظمة الصحة العالمية، وكذلك مع السلطات الصحية في كل بلد وخاصة الاتحاد الإفريقي، وستتيح لنا نتائج هذه الخطوات أن نرى بشكل أوضح حالة كرة القدم في إفريقيا. ومع ذلك، خلال الأسبوعين الماضيين، اتصلت الادرة في الكاف بالاتحادات المحلية المختلفة حتى نتمكن من الاستفسار عن الحقائق على الفور والتخطيط لنتائج مختلف المسابقات القارية. * هل تعتقد أنه، كما هو الحال في أوروبا، من الممكن أن يكون لدي العديد من الأندية أو حتى الاتحادات نفس المشاكل أو التحديات المالية؟ لا أعتقد أنه ليس لدينا نفس المخاوف ؛ ومع ذلك، هناك تشابه معين في الإجراءات التي نتخذها بالفعل مع الاتحالدولي (الفيفا )، فكما تعلمون فقد قام الفيفا بتشكيل مجموعة عمل في كل قطاع من الأنشطة حتى نتمكن من تحديد سبل مختلفة لاستئناف كرة القدم. واضاف قائلا: هناك إجراءات نقوم بها داخل الكاف نفسه. مثل التأكد من حصول الأندية التي تشارك في مسابقاتنا القارية علي مستحقاتها المالية دون الانتظار لنهاية الموسم لأنها بحاجة إلى هذا المال. *في دوري أبطال أفريقيا كما هو الحال في كأس الاتحاد، لا تزال هناك مرحلة دورالأربعة ثم النهائي.. هل تعتقد أنه من الممكن استكمال هذه المسابقات في الأشهر المقبلة؟ يجب أن تكون واضحا وصريحا في الكلام فبما أننا نفتقر إلى الرؤية، علينا أن ننتظر و بصفتي رئيس الكاف فأنا شخصياً أدعو الجميع إلى توخي الحذر الشديد وانتظار معرفة الوضع، فانا لا أريد أن تكون كرة القدم مصدراً لزعزعة استقرار الإجراءات العازلة التي تتخذها الحكومات المختلفة للتعامل مع هذا الوباء. *كيف يمكن أن نكون قادرين على إنهاء هذه المسابقات والبدء في العام المقبل إذا استمرت أزمة كورونا ؟ أؤكد مرة اخري الأولوية للصحة وإذا استمرت هذه الأزمة، فهي مثل أي ظاهرة في حياة الإنسان. لا يمكننا إرسال شبابنا إلى المذبح، والأمر متروك لنا ومناقشته مع الشركات الراعية وايضا معالذين يتعاونون معنا في تنظيم هذه المسابقات وسنرى ذلك الحين. * لا تنسي بالإضافة إلى مسابقات الأندية القارية هناك أيضًا بطولة كأس الأمم الإفريقية في عام 2021، بالإضافة إلى بطولة المحليين المخطط اقامتها هذا العام.. هل تري ان المسابقات ليست لها أولوية ويجب التفكير أولاً في صحة الناس؟ هذا صحيح! لأني أعتقد أنه في مواجهة مثل هذا الوضع فان جميع أصحاب المصلحة في تنظيم هذه المسابقات يمكنهم الاجتماع لاحقًا للمناقشة والتوفيق حتى نتمكن معًا من إيجاد طريقة لاستئنافها , وقد اعتمدت منذ بداية ولايتي، علي هذا النهج الشامل وبالتالي فلن نغير منهجية العمل لدينا لمواجهة هذا الوضع. • هذا يعني أنه طالما لم يكن الوباء تحت السيطرة، فإن كرة القدم الإفريقية ستنتظر. بالتأكيد. * سواء على مستوى الكاف أو الفيفا، هل تم اتخاذ أي قرارات بشأن كيفية إنقاذ المؤسسات المالية أو الأندية التي ستكون في خطر بعد الأزمة؟ هناك تفكير يتعمق يومًا بعد يوم فيما يتعلق بهذا الوضع، فلنطمئن أنفسنا: كل جهة وهيئة قد تذهب لمعرفة كيفية تقديم الدعم، سواء على مستوى النادي للاتحادات الأعضاء الوطنية، أو على مستوى الأندية التي تشارك على المستوى القاري في المسابقات الإفريقية. * ماذا تأمل لمستقبل الكاف وكرة القدم الأفريقية والقارة بصفة عامة أثناء وبعد أزمة كورونا ؟ في العادة كنت أتمنى الكثير. ومع ذلك، فإن الظروف تتطلب أولاً الحد قدر الإمكان من عواقب الفيروس على حياة الأفارقة، بشكل عام وبكل معنى الكلمة. إفريقيا شابة، وآمل أن تؤدي اللحظة التي نمر فيها لتعزيز التماسك ومساعدة كل منا للآخر والسماح لقارتنا أن تتضاعف لزيادة قوتها عشرة أضعاف. * هل لديك رسالة أخيرة لمحبي كرة القدم الأفريقية وجميع الذين يأملون في عودتها في أقرب وقت ممكن؟ أود أن أشكر جميع لاعبي كرة القدم على دعمهم للناس في هذه الأزمة لاسيما الضعفاء منهم، أعلم أن الكثيرين فعلوا ذلك. هناك أشياء عرفناها من خلال وسائل الإعلام، وأخرى لم نعرفها، وهي لفتة جديرة بإفريقي يتحمل المسئولية عند الأزمات. *هل تتحدث عن التضامن خلال هذه الفترة؟ هذا صحيح.