مما لا شك فيه أن أزمة فيروس كورونا المستجد، أتاحت لنا فرصة متابعة تأثير ودور التكنولوجيا الحاسم في حياتنا، فعلى الرغم من تطبيق الحكومة المصرية للإجراءات والتدابير الاحترازية والتي تنص على بقاء معظم العاملين والطلاب في المنزل، إلا أن سير العمل للملايين من الأفراد يجري بشكل طبيعي تقريبًامن خلال الإنترنت، كما استكملت العديد من الجامعات مناهجها التعليمية المقررة باستخدامه كذلك، ما جعل جميع الأفراد على اتصال بأشغالهم وأصدقائهم وأقاربهم بلمسة واحدة من المنزل. فرقمنة الخدمات وتعزيز كفاءة جميع المؤسسات بأعلى سرعة للإنترنت وإنشاء مناطق تكنولوجية وتطوير الحوسبة السحابية وتطوير صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكة الجيل الخامس ليست إلى بداية وحجر أساس لتغيير مسار حياتنا اليومية بشكل لا يصدق، وخاصةً في دولة مثل مصر والتي احتل التحول الرقمي أولوية قصوى في خطة التنمية الإستراتيجية لعام 2030، فهي على أتم الاستعداد للاستفادة الكاملة من هذه التقنيات الناشئة. ولتحقيق ذلك، يعد تزويد وتدريب الشباب على المهارات الأساسية هي أولى الخطوات لتطبيق التحول الرقمي، والتي سارعت بالفعل إليها العديد من الشركات لتأخذ السبق في الاستثمار في القدرات والمواهب الشبابية الفذة. ففي شركة هواوي، وضعنا دعم التحول الرقمي في مصر أولوية لدينا، لتتماشى مع رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي لجعل مصر مركزًا للرقمنة والتكنولوجيا على المستوى نهاية عام 2023 من خلال نخبة مكونة من 200 مدرب معتمد. كما يهدف البرنامج إلى إنشاء 100 أكاديمية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر مع نهاية فترته. أثبت هذا البرنامج والذي طبق في العديد من الدول بالفعل، نجاحه وتأثيره الكبير، كما أصبح نموذجًا حقيقيًا لبرامج التدريب والتأهيل في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مستوى العالم خاصةً وأن 100 أكاديمية هو رقم غير مسبوق خارج الصين. لم يكن ذلك الإسهام الوحيد في مصر، فقد وقعت هواوي سابقًا مذكرة تعاون مع المعهد القومي للاتصالات (NTI) لإنشاء أول أكاديمية لهواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات خارج الصين لتزويد المدربين بالمعرفة والأدوات الكافية والتي تسهم في إنشاء أجيال قادرة ومعتمدة على نفسها في دفع عجلة التقدم ونقل هذه المعرفة إلى الإقليمي. وسعيًا في تحقيق هذا الهدف، أطلقت الشركة برنامجها بنك هواوي للمواهب" " ICT TALENT BANK بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عام 2019، بهدف تمكين 12,000 شاب من مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وشبكات الجيل الخامس وإنترنت الأشياء بحلول المزيد من الأجيال في مصر. تهدف هواوي كذلك بحلول نهاية هذا العام إلى إنشاء 60 أكاديمية جديدة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر، وتزويد 150 مدرب بالتدريب الكافي والمعتمد، وتخرج 1650 شابا، بالإضافة إلى تهيئة 600 موهبة شابة جديدة في المجال من قبل هواوي أو الشركات المختصة الأخرى. أثبتت مشاركات الشباب في مصر على وفرة المواهب وجديتها على السعي والتقدم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث وصل عدد المشاركين إلى 23.000 مشارك لتحتل مصر بذلك مصر المرتبة الأولى على مستوى العالم من حيث الطلاب المسجلين. ليس ذلك وحسب، فعندما احتشد مئات الشباب من جميع أنحاء العالم في مقر هواوي الرئيسي في مدينة شنجن بالصين للمشاركة في نهائي مسابقة هواوي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، احتل الفريق المصري المركز الثاني كذلك. لذلك تعد لمصر مكانة خاصًة للغاية لدى هواوي، وبكونها مركز الدعم الفني للدول الناطقة بالعربية في الشرق الأوسط وأفريقيا، تحاول هواوي من خلال خبراتها في المساهمة فيتطويرالبنيةالتحتية، وبناء مركز بيانات وطني وتطبيق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مختلف القطاعات والصناعات، وإمداد المزيد من أطياف شبكة الجيل الرابع 4G والتي بالفعل توفرها لجميع شركات مشغلي شبكات الاتصالات والهاتف المحمول الأربعة في مصر، باعتبارها أكبر مورد لتلك الحلول هنا. ندير كذلك في مصر خمسة مراكز لخدمة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما نوظف المئات من المصريين المدربين على التكنولوجيا. في الواقع، نحن واثقون من واقع تجاربنا العملية وتعاملنا المباشر مع المواهب المصرية من قدرة مصر على أن تكون مركز للمواهب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأكملها، ونأمل أن يساعد بنك المواهب الخاص بنا هنا على تزويد شبابها وتسخير قدراتهم في المجالات التقنية المفيدة، فتطبيقًا للمثل الصيني القديم " الدراسة مثل قارب يبحر ضد التيار، فيجب عليك دائمًا المضي قدمًا وإلا سيتم حملك في اتجاه المصب"، لذلك فإن التدريب المناسب سيمكن شباب مصر من مجاراة التيار التكنولوجي الذي يجتاح العالم.