المدقق في التصريحات الصادرة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال افتتاح المشروعات القومية الكبرى وغيرها من المناسبات، سيجدها تحمل في ثناياها إصرارًا من جهته على توضيح تفاصيل "روشتة" نجاح باستطاعتها وضع مصر في المكانة اللائقة بها اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا ودوليًا، وإيجاد حلول ناجعة من شأنها تفتيت جبال المشكلات والأزمات التي تتوارثها الأجيال المتعاقبة منذ ردح من الزمن. هذه ال"روشتة" عمودها الفقري والمفصلي، الصراحة والشفافية، وبفضلهما وبحرص الرئيس السيسي عليهما، منذ توليه الرئاسة واجهت مصر تلالًا من المعوقات والصعوبات المسكوت عنها، منذ عقود خلت، وواجهتها من جذورها وليس من قشورها - كما اعتدنا لسنوات طويلة - وتمثلت الثمرات الطيبة للصراحة والشفافية في تمتعنا بشبكة كهرباء قوية تكفي احتياجاتنا الداخلية، وبإمكاننا تصدير الفائض منها، بعد إقامة عدة محطات عملاقة بالمحافظات؛ حيث بلغ حجم الإنفاق على الكهرباء إبان السنوات الخمس الماضية 615 مليار جنيه. وبموازاة الكهرباء ، لدينا شبكة طرق باتت شريانًا ورافدًا متدفقًا للتنمية؛ بعدما ربطت أرجاء الجمهورية ببعضها بعضًا، وسهلت عملية نقل المواد الخام والمنتجات وحركة المواطنين؛ مما وفر وقتًا ثمينًا كان يهدر في الانتقال من مكان لآخر، وهو ما يغري ويحفز المستثمرين لضخ المزيد من الاستثمارات، واضعين في اعتبارهم أن استثماراتهم مصونة ولا خوف عليها؛ بفضل الاستقرار الذي تنعم به البلاد. ونظرة واحدة لما أنفق - وينفق - على البنية التحتية وتحديثها، ومنظومة التأمين الصحي الشامل، وتطوير العشوائيات، وخفض نسبة البطالة؛ بتوفير فرص عمل للشباب، ومبادرات دعم الصناعة الوطنية سترسم لك صورة مكتملة الأبعاد لما تشهده مصر من تحول وتطور لافت، وبمعدلات غير مسبوقة، وجهد لا يتوقف ولا يخفت لتعويض ما فاتنا على طريق التقدم والحداثة، وتحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للمصريين في القطاعات والمجالات كافة. البند الثاني في "روشتة" النجاح هو أن تماسك الجبهة الداخلية وصلابتها يسهل كثيرًا التغلب على التحديات والصعاب التي تعترض طريقنا، مهما كانت حدتها واتساعها وتشعبها، فهذا التماسك يقوي جهاز المناعة الوطنية، ووعي المواطن بتلك الحقيقة ضمانة جوهرية لا غنى عنها؛ لأن إدراكه إياها يمكنه من استيعاب ما يبذل من جهد من قبل الدولة، ويجعله الحارس الأمين على ما تحقق وسيتحقق من إنجازات. ولا يكف الرئيس السيسي عن الإشارة إلى ذلك الجانب في كل لقاءاته؛ فمعركة الوعي ليست هينة ويسيرة، لا سيما أن الأطراف الكارهة والمعرقلة للتقدم في مصر - وفي طليعتها جماعة الإخوان الإرهابية وأبواقها الإعلامية - تسعى دائمًا لبث الفرقة والانقسام، وهز ثقة الناس فيما يتم إنجازه بواسطة سلاح الشائعات والمعلومات المغلوطة والكاذبة. فدور المواطن حيوي في المحافظة على الدولة ومقدراتها ومنجزاتها؛ إذ إن معادلة بناء الدولة لها طرفان هما، الدولة والمواطن، فهما السد المنيع الذي تتحطم عليه كل محاولات ومؤامرات الكارهين وأرباب الشر الذين يغيظهم سير مصر دومًا للأمام، ويودون إعادة عجلة الزمن للوراء؛ ولذلك يشدد الرئيس السيسي دائمًا على أن مصر تتحرك للأمام، ولن تعود للخلف أبدًا. البند الثالث في "روشتة" النجاح أن الأولوية ممنوحة ومحجوزة لأهل الخبرة والكفاءة؛ الذين لا يدخرون جهدهم ولا يضنون بطاقتهم وأفكارهم الخلاقة؛ لإعلاء شأن وطنهم ورفع رأسه عاليًا، وتابع معي إسهاماتهم في المشروعات القومية الكبرى التي تنفذ بناء على تخطيط ودراسات مسبقة ومعمقة ومتقنة لكل الجوانب المتصلة بها، فلا مساحة ولا مجال للمجاملات وتصدر أنصاف الموهوبين والكفاءات الصفوف، وهو مبدأ غير قابل للتنازل عنه ولا التهاون بصدده في كل القطاعات، فالبناء الحقيقي راسخ القواعد يشيد على أكتاف أولي العزيمة والهمة من أصحاب الكفاءات والخبرات، وهؤلاء يحرصون على نقل خبراتهم وتجاربهم لمن يليهم، والذين ينقلونها بدورهم للواقفين خلفهم؛ ومن ثم يصبح لدينا صف ثان وثالث ورابع من المؤهلين للقيادة وتولي المناصب الرفيعة، بصرف النظر عن أعمارهم، ولنا المثال والأسوة الحسنة في الاختيارات الأخيرة لنواب المحافظين الجدد من الشباب النابه الواعد.