التصدير أو الاستيراد من الصين يعتبر حلما يراود كل تاجر مصري بداية من صاحب "كشك" حتى كبار المصنعين والمسوقين للبضائع المستوردة، ولكن كيفية التعامل مع هذا السوق الضخمة يحتاج إلى التأني والدراسة التسويقية الجيدة، وكثيرًا ما خسر مصريون "تحويشة عمرهم" في مغامرة فاشلة سواء للتصدير أو الاستيراد من وإلى الصين، إما بسبب عائق اللغة أو بعد المسافة وأمور أخرى. في هذا التقرير ترصد "بوابة الأهرام" أهم النصائح لمجتمع الاستيراد والتصدير المصري، واحتياجات السوق الصينية أضخم سوق استهلاكية في العالم "1.4 مليار نسمة" من السلع المصرية، وما الذي يمكن أن تستفيده مصر من الصين، وذلك من خلال أحد رواد الأعمال المصريين الذي يعمل في هذا المجال منذ فترة طويلة. القبطان المصري "القبطان" وهو لقب هيثم طلحة أحد رواد الأعمال المصريين، الذي يقيم في مدينة جوانزو جنوبالصين أحد أهم مدنها التجارية، أكد أن مجتمع التجار والمصدرين والموردين من وإلى الصين، هم من أطلقوا عليه لقب القبطان، لأنه حرص على تقديم إرشادات ونصائح، لهم عن كيفية تحقيق تجارة آمنة وناجحة مع الصين، وذلك من خلال محاضرات كان يلقيها على صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها أكثر من 3 ملايين متابع. وأكد هيثم ل "بوابة الأهرام" أن سبب إقدامه على توجيه تلك النصائح لمجتمع التجار المصري بدون مقابل، متابعته لخطوات الحكومة الصينية في فتح أسواقها للعالم، منذ إطلاق مبادرة الحزام والطريق، وتنبأ وقتها بأن الصين ستفتح باب التصدير، وتنشط حركة التبادل التجاري بين البلدين أكثر، مضيفًا أنه قرر منذ عام ونصف منح دورات تدريبية متخصصة في مصر والسعودية والإمارات والكويت والمغرب، وصل عددها ل21 دورة وحضرها قرابة 650 تاجرا، عن مهارات التصدير، مضيفًا أن نصائحه التجارية منعت تعرض صغار المستثمرين للنصب، وجعلهم يتعاملون مع السوق بشكل أفضل مع السوق الصينية. وقدم القبطان 5 نصائح للراغبين في الاستيراد من الصين 1- ليس كل المنتجات يتم شراؤها بطريقة واحدة.. هناك منتجات فقط يتم شراؤها من المصانع مباشرة وهناك منتجات من الأسواق والمعارض.. وهكذا. 2- لابد من معرفة الإجراءات والقواعد الجمركية لكل منتج قبل الشروع في نية الشراء، مشيرا إلى أن هناك قاعدة مهمة في الاستيراد وهي أنه كلما زاد حجم وكمية الشحنة، كلما قلت المصاريف الثابتة وزاد الربح والعكس صحيح. 3- الصين بلد شاسعة الاتساع وكل نوع بضائع تتمركز في أماكن صناعته في مقاطعة أو مدينة واحدة، لذا يفضل مراعاة تجميع البضائع من مصانع قريبة قدر المستطاع على الأقل في مقاطعة واحدة، مضيفا أن كل نوع بضائع له طريقة خاصة في أماكن وكيفية شرائه وشحنه ومستنداته. 4- كلما زاد التنوع للبضائع في حاوية واحدة كلما زاد سعر البضاعة واحتمالية مواجهة مشاكل جمركية في ميناء الوصول والعكس صحيح، مشددا على أهمية حضور المستورد أو من ينوب عنه لعملية التحميل واستلام البضاعة من الميناء أفضل وسيلة آمنة لعدم التعرض لأي نوع من المشاكل. 5- للمستوردين الجدد خاصة أو من يخافون المخاطرة يفضل العمل عن طريق مكاتب الخدمات المنتشرة تيسيرا وضمانا لعدم الوقوع في أخطاء أثناء الشراء والتعاقد والشحن والتوثيق للمستندات، موكدا أنه لابد من معرفة قواعد وأنواع الاستيراد والتعاقدات التجارية والتحويلات البنكية. 5 نصائح للراغبين في التصدير للسوق الصينية 1- السوق الصينية سوق واعدة جدا وبكر للتصدير له (كأكبر سوق مستوردة ومستهلكة علي مستوي العالم) نظرا لحجم وعدد سكانه وارتفاع مستوي المعيشة. 2- معرفة سلوك المستهلك الصيني أهم عنصر من عناصر البحث التسويقي قبل الشروع في تصدير أي منتج للصين، فالمنتج الذي يلقى قبولا في مقاطعات الجنوب (جوانج دونج) مثلا، قد لايقبل من يستهدف المستهلكين في الشمال (شاندونج) مثلا، مع الأخذ فى الاعتبار أن السوق الصينية لايقبل المنتجات ضعيفة أو متوسطة الجودة، ولكن فقط يقبل العالية الجودة مع التغليف الراقي والجيد". 3- معرفة القواعد والقوانين الاستيرادية للمنتجات المستوردة لابد منه (مثلا الصين لاتستورد أي فاكهة أو منتجات -حية- إلا باتفاقية مسبقة بين الحجر الصحي مع البلد المصدر منه)، والفواكه (الفريش أو الطازجة) المسموح باستيرادها للصين من مصر فقط الموالح مثل البرتقال واليوسفي والليمون، بالإضافة إلى العنب والتمر. 4- يجب التعامل بذكاء وفطنة مع التجار الصينيين، لأنهم أذكياء وماكرون في المعرفة والوصول للمصادر الأولية لكل المنتجات، وتطبيق قواعد التجارة العالمية وأساليب الدفع المالية وتطبيقها بشدة مع أي مشترٍ في أي دولة سواء الصين أوغيرها. 5- حضور المعارض الدولية للاستيراد في الصين أولي وأهم خطوات التسويق لمنتجك داخل السوق الصينية، فهناك شركات تسويق صينية تستطيع تسويق منتجك أسرع وأسهل من الصعوبات التي ستواجهك في صعوبة اللغة واتساع رقعة السوق الصينية. سلع مصرية متعطش لها السوق الصينية وأشار إلى أن السوق الصينية متعطشة لعدة بضائع تعتبر منتشرة وسهل تصديرها من مصر، أهمها لبن الأطفال المجفف، خصوصًا وأن معظم الصينيات يلجأن للرضاعة الصناعية ولا يهمهن سعر المنتج بقدر جودته، بالإضافة إلى منتجات العناية بالبشرة، موضحًا أن الصينيات لا يثقن في المنتج الصيني ويفضلن المستورد، وأن كوريا الجنوبية استغلت ذلك وضخت كميات رهيبة من ذلك المنتج، مضيفًا أن السوق لا يزال متعطشا، موضحًا أن الصينيين يفضلون المنتجات الطبيعية التي لا يدخل فيها الكيماويات بكثرة، وأن الزيوت الطبية والعطرية المصرية قد تخترق السوق من هذا الطريق بشرط أن تكون ذات جودة عالية، بالإضافة إلى البسكويت، موضحًا أن هناك شركات مصرية لها سمعة عربية تدخل السوق الصينية بسهولة بمنتجات تتناسب مع احتياجات المستهلك الصيني. سلع أخرى وأكمل أن السوق متعطش لبضائع أخرى، مثل المنتجات الفرعونية ذات الجودة العالية، السجاد اليدوي والمشغولات اليدوية والمطرزات والأحجار الكريمة والمنتجات الخزفية، خصوصًا وأنه متوافر بكثرة في الورش الحرفية وأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر، مشيرًا إلى الجوز والكاجو والزبيب والمشمش والتين المجفف والتمر الذي سيكون له فرصة قوية بعد توقيع اتفاقية بين إدارتي الحجر الصحي في مصر والصين مؤخرًا، فضلا عن السمسم والبصل والكركديه الأسواني، والصمغ العربي، والموالح مثل البرتقال خصوصًا وأن مصر تعتبر ثالث أكبر مصدر للبرتقال واليوسفي، والجمبري والأسماك وجلود الحيوانات والصوف والأخشاب وزيت الزيتون وماء الورد، بالإضافة إلى الفحم الحجري والنحاس والمنجنيز.