اشتبك مواطن وابن عمه مع ذئب مفترس في صراع بالشوم والعصا في قرية الشيخ علي شرق ب دشنا ، شمالي قنا ، اليوم الثلاثاء، بعد أن فوجئ أهالي القرية بذئب مسعور يدخل المنازل ويصيب 5 أشخاص من بينهم أطفال وينهش الحيوانات في الزرائب. ما حدث كان أشبه بفيلم سينمائي كما يصف أحمد صفوت أبوالعمدة في تصريحاته ل"بوابة الأهرام"، مؤكداً أن الذئب المفترس كان في حالة غضب شديد، وكان لابد من التعامل معه، مضيفاً أنه تم مطاردة الذئب حتى اختبأ في إحدى الأماكن المغلقة ليشتبك معه لمدة ساعتين هو وابن عمه. الذئب بعد تحنيطه وأوضح "أبوالعمدة" أنه من قواعد ضرب الذئب المفترس والاشتباك به في الصعيد أن يكون الضرب بطول العصا حتى يلفظ أنفاسه، حيث لا يموت الذئب إلا بعد ساعة من الضرب المتواصل على رأسه، وأكد أن الذئب كان دائم القفز على وجوههما وهو يتلقى الضربات، وقد أصابه بجروح في أصابعه، ما استلزم حقنه بمصل من المستشفي. وأضاف "أبو العمدة"، أنه وبرفقة ابن عمه ويدعى حسن زين، استمرا في صراع مع الذئب المفترس لمدة ساعتين حتى لفظ أنفاسه الأخيرة. حالة الخوف والفزع التي انتابت المواطنين في القرية دعتهم لجلب صائد الذئاب عبدالله عطالله، ليقوم بعادته في تحنيط الذئاب، ووضعه علي واجهة المنزل. الذئب بعد تحنيطه وأوضح "عبدالله عطا" في تصريحات ل"بوابة الأهرام" أن الذئب في الصعيد متنوع ما بين ذئب صحراوي وزراعي، مؤكداً أن الذئب يبدو شريفًا ومهابًا في قتله مثل أي فارس وبطل، فهو يكون شجاعًا في مواجهتك ولا يشعرك بأنه حيوان ذليل، والذئاب غريبة في المهاجمة فهي تحوطك نصف دائرة كأنها تريد اختبار ما عندك من طرق للمفاجأة، لافتا أن الاشتباك معه يستلزم مابين 5 أو 4 رجال نظراً لشراسة الذئب وقوته المتناهية. وأشار "عبدالله عطا"، إلى أن الذئب الصحراوي يمتاز بالقوة ولا يقترب من الإنسان إلا نادرًا حين يأكله الجوع، وينزل من الأودية للزراعات، وهو مثل الأفعى يبدل شعره وخاصة في فصل الشتاء إلا أنه يكون قويًا في فصل الصيف أكثر من الشتاء؛ لأنه لا يطيق العطش. ولفت إلى أنه قام بتحنيط الذئب بالأدوات المعروفة وهو نزع جلده وتحنيطه بكبس الجلد بالملح والجير والفخار الأحمر والحناء لكي لا يسوس العظم، ثم قام بحشوه بالتبن ثم يقبع في الشمس لفترة، ثم يوضع على واجهة المنازل. الذئب بعد تحنيطه ومن جانبه قال الدكتور أيمن عبداللاه، مدير مديرية الطب البيطري ب قنا ، في تصريح ل"بوابة الأهرام" إن المديرية والإدارات التابعة لها لا تتعامل مع الذئاب المسعورة ولا كلاب المنازل ولا السلعوة طبقاً للقوانين المعمول بها، مؤكداً أنه يتم معالجة الحالات المصابة بعضة الذئب بأمصال السعار، مضيفاً أن تخلص الأهالي من الذئاب بالقتل هو أفضل وسيلة للتخلص من شراسته. وأكد الطبيب البيطري أن المديرية تشن حملات مستمرة على الكلاب الضالة، وتعمل على مكافحتها لحماية الأهالي من هجومها؛ لأنها غالبًا ما تكون حاملة للأمراض، خاصة فيروس السعار الذي يؤدي إلى قتل الإنسان.