قصة استثنائية شديدة الغرابة قادها صاحب اكتشاف مراكب الشمس "كمال الملاخ" كانت من الأسباب الرئيسية التي دفعت محرك البحث جوجل للاحتفال اليوم الأحد، على صدر صفحته الرئيسية بالاكتشاف المهم الذي قاده أثري مصري متعدد المواهب، خرج من أسيوط في صعيد مصر، ليثري الحركة الثقافية والفنية والصحفية والأثرية في مصر وعلى كافة الأصعدة!، "بوابة الأهرام" تحتفل بذكرى اكتشاف مراكب الشمس، بنظرة على حياة صاحب الكشف، وابن مؤسسة الأهرام العريقة. بداية الرحلة كانت من صعيد مصر في أسيوط، عندما جاء يوم 25 أكتوبر 1918م، في الشهور الأخيرة التي سبقت ثورة 19 خرج للنور "كمال وليم يونان الملاخ" الذي عرفناه جميعا باسم "كمال الملاخ". التحق الملاخ في بداية حياته بكلية الفنون الجميلة قسم العمارة، وتخرج منها في 1943م، ثم انضم لكلية الضباط الاحتياط وتخرج منها، ودرس الآثار في معهد الدراسات العليا للآثار بكلية الآداب جامعة القاهرة، كما حصل على درجة الماجستير من معهد الدراسات المصرية. كمال الملاخ اشتهر "كمال الملاخ" في بلاط صاحبة الجلالة، وكان اسمه وتوقيعه الشهير من العلامات المميزة للصفحة الأخيرة بجريدة الأهرام لسنوات طويلة، كما قدم الراحل الكبير للمكتبة العربية ما يزيد عن 30 كتابا في مختلف المجالات، بالإضافة إلى كتاباته الصحفية من خلال عمله رئيسًا لقسم الفنون وناقدًا فنيًا بالأهرام. أسس الملاخ الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما في عام 1973م، كما كانت له أياديه البيضاء في خروج مهرجاني "القاهرة السينمائي الدولي"، و"الإسكندرية لسينما دول البحر المتوسط" إلى النور، فقام بتأسيس مهرجان القاهرة السينمائي عام 1976م، وأداره لمدة سبع سنوات حتى عام 1983م، وقام بتأسيس مهرجان أسوان للسينما الإفريقية عام 1981م. كمال الملاخ استفادت المكتبة العربية كثيرا من موهبة الملاخ المتشعبة، فصدر له العديد من الكتب، أبرزها المجموعة القصصية “حكايات صيف”، بالإضافة لصالون من ورق، خمسون سنة من الفن، الحكيم بخيلا، الآثار والأقدمية، كما ترجم أكثر من عمل مثل سيف وأدهم وانلي. رحلة الملاخ مع الأثار كانت رحلة مظفرة، منذ عمله في البداية بمصلحة الآثار، ثم تكليفه عام 1954، برئاسة فريق الحفائر بمنطقة الأهرامات الأثرية، حتى جاء مثل هذا اليوم 26 مايو من عام 1954م، عندما عثر الملاخ على مركب "خوفو" وهو باكورة الكشف العلمي الكبير الذي عرف باسم "مراكب الشمس"، والتى خرجت للنور لأول مرة بعد مرور 5 الأف عام. كمال الملاخ رسخ "كمال الملاخ" لنفسه كمثقف كبير، بإنتاجه المتنوع على كافة المستويات، فقدم القصة والسيناريو لفيلم قاهر الظلام، عن حياة عميد الأدب العربي د.طه حسين، من بطولة الفنان محمود ياسين، بالإضافة لقيامة بكتابة عشرات المسلسلات الإذاعية، وحصد الملاخ جائزة الدولة التقديرية في الفنون، وجائزة الدولة التشجيعية في الأداب، بالإضافة للعديد من الأوسمة رفيعة المستوى من بريطانيا وفرنسا وغيرها. رحل "الملاخ" عن دنيانا في 29 أكتوبر 1987م، عن عمر ناهز 69 عاما، نجح خلالها في تسجيل اسمه بحروف من نور في سجلات الكبار من أبناء مصر، الذين قدموا النموذج المثال في الإبداع والوطنية على كافة الأصعدة، يحتفل جوجل بمراكب الشمس اليوم، ونحن لا ننسى الملاخ. مراكب الشمس من إبداعات الملاخ بجريدة الأهرام أحد مؤلفات كمال الملاخ