أحد أسباب الأزمة التي يعانيها ماسبيرو منذ فترة، افتقاد الشفافية وإعلام العاملين به بما يحدث من جهد تحت أي مسمى «تطوير» أو غيره من المسميات التي أصبحت تثير قلقًا وريبة بين العاملين بمجرد إطلاقها على أي جهد يبذل في اتجاه إصلاح منظومة العمل. لا أحد يستطيع أن ينكر وجود محاولات وجهود يقوم بها حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام خلال الفترات الماضية بالتطوير والتحديث وإنهاء الأزمات المتراكمة؛ ليكون للهيئة بقطاعاتها وقنواتها دور يليق بمكانة ماسبيرو، ولكنني أشفق على زين بسبب الإرث الذي ورثه منذ سنوات الماضي البعيد.. إرث ليس به جانب إيجابي إلا عنصر واحد، وهو كفاءات ماسبيرو من البرامجيبن الذين إذا تم التعامل معهم بشفافية واطلعوا على ما يجري عمله، وتم إشراكهم فيه سيكتب النجاح لما يطلق عليه التطوير أو غيره، وإيجابية أخرى واضحة رؤي العين وهي المكانة والاسم لأعرق مبني إعلامي عربي بتاريخه العريق. أشفق على حسين زين أيضًا من اختيارات عديدة لبعض القيادات ممن حوله لا يقومون بدورهم المنوط بهم، وكنت أتمنى أن يكونوا على قلب رجل واحد من أجل المبنى العريق والعاملين فيه، ولكن للأسف تشهد الفترة الأخيرة تواجدًا لمن يجلسون على كراسيهم فقط؛ ليحصلوا على مخصصاتهم ومكتسباتهم الفترة التي يقضونها بمناصبهم، ولا أحد يفكر في بذل الجهد ومعاونة العاملين في تحقيق وتنفيذ أفكارهم والاستماع لآرائهم والإنصات لهم واستيعابهم وهو دور مهم للرئيس المباشر. المؤكد أن كثيرين من القيادات لديهم تقصير تجاه العاملين بالقطاعات التي يعملون بها وهم السبب الحقيقي في تفاقم الأزمات بين العاملين إما بابتعادهم وسكنهم في أبراج عاجية بعيدًا عن العاملين أو بتصريحاتهم المستفزة، أو بتمسكهم بمصالحهم وبقائهم فقط على حساب المبنى وكل من فيه. أيضًا أتساءل عن دور أعضاء مجلس الهيئة الوطنية للإعلام وفرص لقاءاتهم بالعاملين والقرب من شكواهم ومطالبهم أولا بأول قبل أن تصل لأزمات، فلابد أن يكون لهم دور في كل ذلك. وفي هذه المناسبة علمت أن مجلس إدارة الهيئة يعقد اجتماعًا عاجلًا اليوم لمناقشة سبل تمويل العلاوات المتجمدة، والتي لم يتم تمويلها من وزارة المالية منذ عام 2016 وحتى الآن، والتي تسببت في غليان في الأيام الأخيرة، وهو أمر كان يتطلب توضيحه من جانب القيادات، وعدم التدخل بتصريحات مستفزة من جانب البعض تثير العاملين. عدم الاكتراث واللامبالاة من جانب بعض القيادات بالعاملين تتسبب في تأجيج وإشعال نار الفتن، في وقت تحتاج فيه الدولة للمساندة والتكاتف من الجميع لمصلحة الوطن. وأتمنى من أبناء ماسبيرو أن يحافظوا على مبناهم وتاريخه، فهم من صبروا وتحملوا سنوات وسنوات وهم القادرون على حماية هذا التاريخ وصونه. وأتمنى أيضًا من المسئولين بماسبيرو والقائمين على العمل به إشراك أبناء ماسبيرو والعمل بشفافية ووضوح، وإعلامهم بكل جديد حتى لا تكون هناك فرصة للاندساس بالمكائد والفتن، فأبناء ماسبيرو هم الأحق والأولى بالحفاظ على مجده وتاريخه وإحياء مكانته، وهو أيضًا الأكفأ، وغالبيتهم قامت على أيديهم قنوات مهمة، وهم صانعوا النجاح فيها بعد أن تركت لهم الفرصة للإبداع.