لم يخل نفق فكتوريا من الباعة الجائلين على يمين ويسار النفق، ومرور أهالي منطقة الشرابية طيلة اليوم، للذهاب إلى عملهم ومدارسهم، كل هذا لم يكن شفيعا لقيام عاطلين بقتل عامل في وضح النهار، دون أدنى شعور بما اقترفت أيديهما بممر هذا النفق. الساعة تدق ال4 عصرا، إذا بشخصين يهرولان مسرعين داخل النفق، لتعلو صيحاتهما، ويقوم أحدهما بالتقاط سكين بائعة بالنفق طاعنا المجني عليه ليسقط جثة هامدة تحت أقدام المارة. التقت "بوابة الأهرام"، بأحد الشهود على الواقعة ويدعى "إيهاب"، قائلا: "في تمام الساعة ال4 عصرا، إذا بشخصين يسيران مسرعين خلف المجني عليه، مرددين "أمسك حرامي أمسك حرامي" في بداية الأمر، أيقنت أنهما سرقا متعلقات المجني عليه، ولكوني غريب عن المنطقة، لم ألتفت لما يقال، ثم نزلوا إلى النفق وبدأت تعلو صيحاتهم". مكان وقوع الجريمة وأضاف، أن أحدهما قام بأخذ سكين بائعة الخضار وطعن المجني عليه في صدره، وتركاه وفرا هاربين مستغلين التفاف الباعة حول جثة المجني عليه الذي لفظ أنفاسه الأخيرة أمام أعين المارة. وقالت إحدى بائعات الخضراوات، أعمل في النفق منذ زمن طويل ونحن باعة داخل هذا النفق نحترم بعضنا البعض بحسب العشرة وطبيعة العمل في الشارع، ولكن ما شاهدته لم يحدث من قبل، حيث نزل المتهمان إلى النفق وبعد أن نشب مشادة كلامية بين المتهمين والمجني عليه قاما بدفعه بقوة بجدار النفق وارتطمت رأسه بالجدار، وأمسك أحدهما سكينا كانت بحوزتي أنظف بها الخضار للزبائن وقام بطعن المجني عليه واصطحب صديقه مرددا: "أنت لسه واقف يلا بسرعة". وأضافت، حاولنا بشتى الطرق منع النزيف، ولكن دون جدوى حتى لفظ المجني عليه أنفاسه الأخيرة داخل الممر. مكان وقوع الجريمة وأكملت، حضر والده بعد ما يقرب من نصف ساعة - يزرف الدموع لفقد نجله الأكبر بهذه الطريقة الوحشة، "قوليلي قتلوا ابني إزاي مش هسيب حقه"، محتضنا نجله والجميع ينظر إليه بعين الشفقة على فراقه. وقال أحد الباعة في اليوم التالي، إن أهالي المجني عليه قاموا بالتوجه لأهل المتهم ونشبت بينهم مشاجرة انتقاما لقتل نجلهم، وذكر بأن والده رفض إقامة عزاء نجله - على حد قوله. وأنهى آخر الحديث، لم نر المتهمين من قبل داخل النفق وأن المجني عليه معروف بحسن الخلق والسيرة الطيبة، ولم يفتعل أي مشاجرة مع أحد من قبل. تلقى قسم شرطة الشرابية، إشارة من أحد المستشفيات تفيد استقبالها، سائق، 36 سنة، مقيم بدائرة قسم شرطة الشرابية توفي إثر إصابته بجرح نافذ بالصدر. بالفحص وإجراء التحريات حول ملابسات الواقعة تبين سابقة حدوث مشاجرة بين المجني عليه وأحد الأشخاص، مقيم بدائرة قسم شرطة الساحل، سبق اتهامه في عدد 3 قضايا آخرهم قضية مشاجرة وضرب، بسبب خلافات مالية بينهما، واستعان بصديقه 28 سنة، مقيم بدائرة قسم شرطة الساحل، سبق اتهامه في 8 قضايا آخرهم قضية "ضرب أفضى إلى موت"، الذي قام باستدراج المجني عليه لمنطقة نفق فيكتوريا دائرة القسم بدعوى إنهاء الخلاف بينهما، وفور وصوله تعدى عليه المتهم الأول بسلاح أبيض (سكين)، محدثاً إصابته المشار إليها التي أودت بحياته. مكان وقوع الجريمة عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهما، وبحوزة الأول سلاح أبيض "سكين" المستخدم في ارتكاب الواقعة، وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة. تم إحالتهما إلى النيابة، والتي أمرت بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات. مكان وقوع الجريمة أحد أهالي المنطقة مع محرر بوابة الأهرام