إيمانا بالدور الحقيقي لجريدة "الأهرام" والذي بدأ منذ أكثر من 135 عاما من دعم الثقافة والفنون والتواصل مع المجتمع المصري والعربي ومده بأصول الوعي والمعرفة الصادقة، ليستكمل اليوم هذا البناء ويتم إطلاق أكبر مركز لرعاية الفنون والثقافة ليصبح النواة الأولى لمجتمع متعطش للنهضة والارتقاء. وعن المركز حدثتنا سليفيا النقادي رئيس تحرير مجلة البيت بصفتها أمين عام مجلس الأمناء لمركز الثقافة والفنون لتقول: إننا نسعي من خلال هذا المشروع الهائل لاستعادة دور وقيمة الأهرام كأهم وأقدم المؤسسات بالشرق الأوسط، كما أننا لن نصبح معنيين فقط بالأعمال الفنية والمعارض بل نحمل أبعادا أرحب وأعم لتشتمل برامجنا المستقبلية علي رعاية كل ألوان الإبداع وتطويرها من تشكيل، موسيقي، تصوير، كتابة، تصميم، مهرجانات، صالونات ثقافية، كما تحتوي علي عروض للفنانيين الشباب والتبادل الثقافي بين مصر والدول العالم، وأيضا سيوجه اهتمام ومشاريع كبري نحو إعادة الحرف البيئية والتراثية للحياة بعد عشرات السنوات من الاندثار، كما سنستهدف تدريب الخبرات والأيدي العاملة و فتح الأسواق العالمية أمامهم للتصدير وتدوير حركة الإنتاج . وأضافت "لقد استطاعنا الخروج للنور تحديداً مع الظروف الراهنة إدراكاً منا بأن الفنون والإبداع ليسا من دروب الرفاهية وملء الفراغ، بل هما الشريك الرئيسي والركن الفعال لنهضة الأمم وصحوتها، ومن خلالها يمكن توضيح وتفسير أصعب القواعد السياسية، وأيضا لم تكن مصادفة أن يمسك آلاف المصريين علي اختلاف أعمارهم بالألوان والأقلام ليرسموا علي أرضيات الشوارع والميادين والجدران لتخرج في تلقائية بألوانهم وخطوتهم غير المدروسة عن مشاعرهم المحسوسة كأسهل وأجمل لغة عالمية لا تحتاج لترجمة، وتعبر عن هوية هذا الشعب المرتبط بالفنون وأدواته، والكامن بداخله أسس أقدم وأعظم الحضارات القديمة التي تشيدت علي نفس الأرض وشاهدناها عن طريق الفنون والرسوم التي لا تزال تبهر الكون. وعن فكرة المشروع تحكي لنا سليفيا النقادي: بأنها جاءت من خلال البذرة المتميزة والمتواجدة بالأهرام منذ الستينات من القرن الماضي بقوامة 650 عملا فنيا، حين كان الأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة الأهرام يرعى الفنون وبدأ باقتناء ذلك الرصيد التشكيلي والحضاري بمجموعة نادرة حيث تأتي بالمرتبة الثانية بعد "متحف الفن الحديث"، وقد بدأ العمل من عام 2009، واستمر مع تعاقب ثلاث رؤساء لمجلس إدارة للجريدة، لتدشن الخطي الأولي مع د.عبد المنعم سعيد، ثم الراحل لبيب السباعي وحالياً تحت رئاسة عبد الفتاح الجبالي. كما أكدت أن هذا التراث القيم من رواد الفن التشكيلي وتمثيله للعديد من المراحل المهمة علي مدي قرنين من الزمان كسجل توثيقي غني بالأحداث المجتمعية والسياسية، لتتاح الفرصة أمام الجميع لمشاهدته كمتحف مفتوح، كما سيتم اقتناء أعمال فنية حديثة لمبدعين من الفن المعاصر تماشياً مع توجه "الأهرام" لرعاية ودعم الفنون، وذلك عن طريق لجان متخصصة بصفوة من مثقفي وفناني وأدباء مصر بمجلس الأمناء برئاسة د.عبد المنعم سعيد، وبالأعضاء: صلاح منتصر، محمد سلماوي، د.مصطفي الرزاز، حلمي التوني، فاروق جويدة، عمرو عبد السميع، جمال الغيطاني، السفير نبيل فهمي، د. جابر عصفور، فوزي العريان، سمير غريب، د. سهير حواس، عاصم القرش، أشرف عبد المنعم، نادر لحظي. وأخيراً سيتم بإذن الله الإفتتاح الرسمي لمركز "الأهرام للفنون والثقافة" في 27 مارس القادم لعرض المقتنيات وطرح العديد من الفاعليات والأنشطة المتفردة، التي بدأت بفكرة وطموح تستكمل طريقها لتضيء بالفنون والثقافة.