لم يعد من المستساغ تقبل فكرة القضاء على تنظيم داعش في العراق أو غيرها من المدن التي كان التنظيم قد وجد له مكانا فيها عقب ما بات يعرف بالربيع العربي في المنطقة العربية وحولت تلك البلدان إلى ساحات فوضوية يعبث بأمنها كل التنظيمات المتطرفة من كل بقاع العالم. سبق للعراق أن أعلن انتهاء الحرب على تنظيم داعش بعد طردها من الأماكن التي استوات عليها ، كما أن النظام السوري يعلن باستمرار طرد داعش من مدن سورية ، ويعطي انطباعا متعمدا بأن الحرب على داعش بات قوسين أو أدنى من الانتهاء. ولكن من خلال تتبع التقارير الدولية والعالمية فإن مسألة الحضور الداعشي في العراق أو سوريا أو ليبيا أو اليمن ، لها ما يبررها ، لاسيما أن تصريحات المسئولين في تلك الدول تؤكدها . وأعلن التحالف الدولي ضد داعش تنفيذه لأكثر من 14 ألف ضربة ضد مواقع التنظيم الإرهابي في العراق منذ 2014. الرقم الذي أعلنه التحالف يفسر سقوط ما يقارب 11 ألف مدني من سكان مدينة الموصل وحدها خلال حملة استعادتها من تنظيم داعش والتي مثلت أوضح نموذج على اللجوء إلى القصف العشوائي والاستخدام المفرط للقوّة النارية في الحرب على التنظيم. ولم تقض هذه الضربات رغم جسامة خسائرها، على التنظيم بشكل كامل حيث لايزال يجري الإعلان بشكل يومي، عن سقوط ضحايا لهجماته في مناطق عراقية مضى وقت طويل على إعلانها مستعادة بشكل كامل من سيطرته، مثل مناطق محافظة ديالى شمالي العاصمة بغداد. وقال مدير المكتب الإعلامي للتحالف الدولي توماس فيل في تصريحات إعلامية إن عدد ضربات التحالف الدولي بلغ منذ سبتمبر 2014 وحتى 27 ديسمبر الجاري في العراق 14104 ضربة. وأضاف أن تنفيذ الضربات كان جزءا من عملية العزم الصلب الهادفة لتدمير داعش في العراقوسوريا. وأشار إلى أن هذه الأرقام تتضمن جميع الضربات التي نفذتها الطائرات المقاتلة والهجومية أو القاذفة أو المروحية أو الموجهة عن بعد، وكذلك المدفعية الصاروخية والمدفعية التكتيكية البرية. وأوضح فيل أنه في عام 2015 كان لدى داعش ما بين 3500 و4500 عنصر يحاولون فرض خلافتهم المزيفة على شعبي العراقوسوريا، واليوم تقدر أعدادهم بالعراقوسوريا ب1000 إرهابي. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في التاسع من ديسمبر الجاري، نهاية داعش ببلاده، والسيطرة على كامل الأراضي العراقية، ليعطي بذلك شارة انتهاء حرب استغرقت نحو 3 أعوام. و تتصاعد التحذيرات في العراق من تنفيذ تنظيم داعش استراتيجية الاغتيالات الفردية لخصومه في المناطق التي انسحب منها، في وقت ربط رئيس الحكومة حيدر العبادي بين الفساد المستشري واحتلال التنظيم مناطق في العراق. ونشطت عمليات اغتيال وهجمات محدودة يعتقد أن خلايا نائمة لتنظيم داعش نفذتها خلال الأسابيع الماضية واستهدفت شخصيات مناوئة للتنظيم من الطوائف المختلفة. وشهدت مناطق شمال ديالى والحويجة وبعض قرى الأنبار عمليات اغتيال وصفت بأنها نوعية، ووجهت أصابع الاتهام إلى «داعش» بتنفيذها. وأكد القيادي في الحشد الشعبي جبار المعموري أن داعش بدأ تصفية الأصوات المناوئة لفكره في حوض حمرين، لافتاً إلى أن ما يحدث هو إحياء لاستراتيجية اعتمدها تنظيم القاعدة بعد عام 2006. وأوضح أن داعش استهدف أخيراً بعض الشخصيات المعروفة في حوض حمرين (شمال شرقي بعقوبة)، ضمن حدود نواحي جبارة وجلولاء وقره تبه، بعضها عشائري والآخر من النخب المجتمعية المعروفة. وكانت القوى الأمنية أعلنت أخيراً عن هجمات نفذها داعش في قرى محيط الحويجة، استهدفت شخصيات عشائرية، إضافة إلى هجمات محدودة في مناطق أعالي الفرات على الحدود العراقية- السورية، ما استدعى إعادة انتشار قوات الحشد الشعبي على الحدود.
بصمة التنظيم على كثير من العمليات سواء في العراق أو سوريا يجعل من جملة قرب انتهاء المعركة ضد داعش التي يطلقها الإعلام العربي مدفوعا من نظيره الدولي.. محل تشكيك وتقييم !