هل الأخطاء التى تحدث من المذيعين على الشاشات سواء فى ماسبيرو، أو بالقنوات الخاصة تحدث صدفة أم أصبحت مقصودة وممنهجة؟ سؤال يطرح نفسه فى ظل تكرار أخطاء المذيعين خلال الآونة الأخيرة، والتي كان آخرها الخطأ الذى ارتكبته أمس الأول المذيعة رشا مجدى، على قناة صدى البلد، بتعليقها غير اللائق على حادث العريش الإرهابى. لم يكن خطأ رشا مجدي الأول ولن يكون الأخير في ظل المناخ الإعلامي الذي تشهده البلاد.. بوابة الأهرام رصدت بعضا من تجاوزات الإعلاميين على الشاشات خلال الفترة الأخيرة. عزة الحناوى، مذيعة قناة القاهرة بماسبيرو، كانت قد خرجت عن معايير العمل الإعلامى، والضوابط المهنية الواجبة فى مقدم البرامج، وقامت بإهانة رموز مصرية، طبقا لحكم المحكمة التأديبية التى تابعت ما قالته وقامت بالتحقيق معها. وفى واقعة أخرى قد تبدو بعيدة عن السياسة، ولكنها قريبة من المجتمع وعاداته وتقاليده، تم رصد تجاوز منذ شهرين تقريبا للمذيعة شيماء جمال على قناة إل تى سي فى حلقة تحدثت فيها عن الإدمان، واستخرجت "كيس" يحمل مادة بيضاء واستنشقتها على الهواء قائلة: "أنا وعدت المتصل إني هشم هيروين على الهواء وديني وفيت بوعدي، بس حلوة الشمة أوي"، مما يُعد خروجاً صارخاً عن المعايير المهنية والأخلاقية. من الوقائع أيضا التي نسردها واقعة مذيعة نشرة أخبار التليفزيون منى شكر، على الهواء التى وصفت الرئيس المعزول محمد مرسى ب "السيد الرئيس". وفي واقعة أخرى قريبة، تجاوزت المذيعة مروج إبراهيم علي قناة سي بي سى، إكسترا مع د. عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث، فى برنامج "ما وراء الحدث"، قائلة: "كان ليك رأى قبل الهواء عن الدكتور يوسف زيدان ووجهت له بعض اللوم، حضرتك عاوز نمشى الموضوع بالطريقة دى مش همشيه بالطريقة دى، أنا مش هشخصن الأمور"، وردت على تساؤل أستاذ التاريخ: "إيه الفرق بين المؤرخ والباحث؟"، قائلة: "أنا لا أخضع لاختبار من ضيف، وأنهت الحلقة قائلة: "لسنا متخصصين ونحن كإعلاميين لا ندعى العلم أو المعرفة، وجبنا أهل العلم، وواضح إنهم مش عاوزين يجاوبونا". واقعة أخرى من وقائع المذيعين على الهواء قامت بها المذيعة أماني الخياط عندما كانت تقدم برنامج صباح أون على أون تى فى، حيث شنت هجوماً عنيفاً على المغرب، وقالت: إن اقتصاد المملكة يقوم على الدعارة، وإنها معروفة بارتفاع نسبة المصابين بمرض ال"إيدز" بين مواطنيها، لتضرب عرض الحائط بكل أصول المهنية. وهناك واقعة ليست بالبعيدة بطلها المذيع جورج رشاد بقطاع الأخبار الذى قام رئيس القطاع خالد مهنى بإيقافه لمدة أسبوع من الظهور بالنشرة بسبب خروجه عن النص المحدد له على الهواء، لتجريحه فى ثوار يناير. وفى تعليق للإعلامى حمدى الكنيسى نقيب الإعلاميين عما يحدث علي الشاشات قال: إن هناك تنسيقاً كاملاً بين النقابة والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، من أجل تصحيح مسار الإعلام المصري، كما يتم فحص ودراسة جميع التوصيات بشأن تجاوزات الإعلاميين التي يرفعها المجلس إلى النقابة بشكل فوري وعاجل، وعلى ضوء ذلك تتخذ النقابة الإجراء المناسب مع حجم التجاوز، كما أن القانون يُتيح تقديم تظلّم للنقابة من قراراتها خلال 15 يوماً من تاريخ إعلانها. وأضاف الكنيسى: النقابة تتصدى بكل قوة لمثل هذه الأخطاء، لضبط المشهد الإعلامى الذى ينزلق إلى تجاوزات يدفع المجتمع المصرى ثمنها غاليا، ولذلك لا نتهاون فى رصد التجاوزات المهنية والأخلاقية، التي تصدر عن الوسائل الإعلامية، ونعتبر ذلك التزام يقع على عاتق النقابة بنص القانون، الذي أناط بها تحقيق عدة أهداف أهمّها، ضمان أداء الإعلامي لرسالته في تبصير المجتمع بقضاياه، والعمل على الارتقاء بالمستوى المهني للإعلاميين والدفاع عن المشتغلين بها.