استغلوا حاجة الفقراء واحتياجهم للمال، مقابل بيع عضو من أجسادهم، تجار الاعضاء بالبشر، أطباء باعوا ضميرهم، وتخلوا عن ميثاق وشرف المهنة، من أجل الحصول على مال وفير فى لمح البصر، وتناسوا مهمتهم الأساسية وهى علاج المريض والتخفيف عنه، وأصبحوا تجار وسماسرة، ولكن مع اختلاف البضاعة، والتلاعب بأروح الغلابة وكله بثمنه، بعد إقناع الضحية الذي رضى بالمال مقابل جزء من جسده. أطباء الموت البطيء، كونوا تشكيلا عصابيا للتجارة في أعضاء البشر، ومعهم "ملائكة الرحمة"، وسماسرة لجلب الضحية، واتخذوا "مستوصف الشيمى"، في منطقة أبو النمرس جنوبالجيزة؛ لارتكاب جرمهم. انتقلت "بوابة الأهرام" إلى أبو النمرس لسؤال أهالى المنطقة عن تفاصيل الواقعة بعد إلقاء القبض علي 3 أطباء، و4 ممرضين، و3 عاملين، وسمسارين، اتفقوا مع مواطنين وإعطائهم المال مقابل تنازلهم عن أعضاء من أجسادهم، ونقلها إلى الأجانب والعرب، بإجراء العمليات الجراحية بمستوصف "الشيمي". واستمعت "بوابة الأهرام" إلى روايات شهود العيان والجيران من أهالي المنطقة، بعد ضبط المتهمين أثناء إجرائهم إحدى عمليات نقل الأعضاء، داخل غرفة عمليات مجهزة بالمستوصف. قال "بهاء. غ" 47 سنة، صاحب محل أدوات منزلية، بجوار المستوصف وأحد أهالي المنطقة، إنه صديق مقرب للدكتور "عبد الناصر الشيمي" مالك المستوصف، وأنهم جيران من عدة سنين وأن الدكتور ساكن فى نفس العقار الذى يقع به المستوصف، منذ ما يقرب من 20 عاماً ويتردد عليه من حين لآخر. وأضاف بهاء أن الدكتور عبد الناصر طبيب باطنى وليس جراحًا، وأنه محبوب من قبل أهالى المنطقة لاهمتامه بمرضى الفشل الكلوى، وشخصه الطيب، ويقوم يومياً بالغسيل الكلوي لأكثر من 100 حالة داخل وحدة مجهزة لذلك بالمستوصف. وأشار بهاء إلى أن المستوصف يعمل فى الغسيل الكلوى ويستقبل يوميًا من الساعة الخامسة صباحا حالات طارئة منذ ما يقرب من 8 سنوات، وأن مالكه كان مسئولًا عن الغسيل الكلوى، التي يجري داخلها الغسيل للمرضي. وأوضح بهاء أن الدكتور عبد الناصر كان يقوم بتأجير غرفة الجراحة المجهزة، لعدد من الأطباء، لعدم تخصصه فى الجراحة. وأكد أنه كان يجلس مع الدكتور عبد الناصر بالمستوصف بحكم الصداقة التى تجمعهم ولم يلاحظ أى نوع من الأمور التي تثير الريبة أو الشك فى تجارة أعضاء داخل المستوصف. وبسؤاله عن يوم اقتحام قوات الأمن للمستوصف، قال إن المحل كان مغلقًا وقتها ولم يشاهد القوات، وعلم بالواقعة من جيرانه بالمنطقة بعد استيقاظه من النوم، وأبلغوه أن قوات الشرطة اقتحمت المكان وقبضوا علي أطباء وممرضين من المستوصف، وكان معهم حقيبة فيها مبلغ كبير من المال. وقال أشرف "سائق توك توك"، أحد أهالى المنطقة، إنه كان يذهب إلى المستوصف فى بعض الأوقات لتوصيل المرضى بحكم طبيعة عمله، ولم يلفت نظره أى شئ غريب داخل المستوصف. وتابع أنه دخل فى أحد المرات مع مريض لمساعدته فى صعود سلم المستوصف، ومكث فترة فى الاستقبال وكانت الأمور تسير بشكل طبيعى. وبسؤال أحد المارة فضل عدم ذكر اسمه قال إنه كان يتردد على المستوصف مع أحد أقاربه الذى يقوم بعمل غسيل كلوى بالمستوصف وكان يأتى معه من وقت لآخر. وأضاف أنها كانت مفاجأة لهم أن المستوصف يشهد إجراء عمليات لنقل الأعضاء وأنهم لم يشعروا بذلك طوال الفترة الماضية، واختتم حديثه قائلا: إن أفراد العصابة كانوا يتخذون الغسيل الكلوى ستارًا لكى يرتكبوا جرائم. كان قطاع الأمن الوطني بالتعاون مع رجال الأمن بالجيزة، قد ألقوا القبض علي المتهمين في قضية التجارة بالأعضاء البشرية في منطقة أبو النمرس بالجيزة، وبينهم أطباء وممرضون وعمال وسماسرة، وبحوزتهم مبالغ مالية كبيرة، كما أن المستوصف الطبي غير مرخص، وأمرت النيابة بغلقه لحين الانتهاء من التحقيقات في القضية. وأوضحت التحقيقات، أن المتهمين شكلوا عصابة لتجارة الأعضاء، مستغلين حاجة البسطاء، حيث يقوم السمسار باستقطاب الضحية من المناطق الريفية والشعبية، بينما يجري الممرضون، والأطباء، الفحوصات الطبية اللازمة لهم، ومن ثم شراء أعضائهم وبيعها لغيرهم من القادرين. تم تحرير محضر بالواقعة واعترف الجناة بارتكابهم الواقعة، وأمر اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية بتكثيف الجهود ومتابعة تلك العصابات الإجرامية والتصدى لهم بقوة وحسم، وأحيلوا إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.