عندما خرج رئيس نادى الزمالك ليعلن على الملأ الاستغناء عن لاعب الفريق عمر جابر، بعد تصريحاته فى اعقاب مذبحة استاد دار الدفاع الجوى التى راح ضحيتها 22 شخصا، استوعب على الفور اعضاء المجلس المأزق المادى الذى سيتعرض له النادى فى حالة الاقدام على هذه الخطوة، والمتمثلة فى ضياع مليون جنيه قيمة التعاقد الذى حصل عليه اللاعب، وأعاد الجميع النظر فى الموقف من جديد. ومن القراءة الاولى لموقف جابر مع الابيض، فان لغة المال كانت وراء الشد والجذب بين الطرفين جابر ومجلس الإدارة على الرغم من حالة التأزم العالقة بينهما، بل جعلت اللاعب غير مرغوب فيه بناء على تسريبات من داخل ميت عقبة.. ومن هنا كان الاسراع ليس فقط فى التراجع عن تصريحات رئيس النادى ولكن ايضا الاندفاع نحو توثيق عقده حتى يمكن الاستفادة من بيعه أو على الاقل الحصول على قيمة الشرط الجزائى الذى يصل الى ستة ملايين جنيه. ولا تعتبر حالة مدافع الزمالك الوحيدة والفردية من نوعها فى الساحة الرياضية فيما يسمى الاستغناء المجانى، فقد تكلفت خزينة كل من الاهلى وابناء ميت عقبة الملايين نحو 21 مليون جنيه بسبب الاقدام على هذه الخطوة المتسرعة، فطبقا لعالم الاحصاء فان الاهلى خسر ثمانية ملايين جنيه منذ موسمين بسبب تسريح ستة لاعبين مجانا ابرزهم رمزى صالح وفرانسيس، ونفس الامر للابيض الذى استغنى هو الاخر عن مجموعة لاعبين كلفته ثروة طائلة من الاموال يندم عليها حتى الان. ولم يكن الاسماعيلى بعيدا عن المشهد خلال المواسم الماضية، فقد تكلفت خزينته 5.3 مليون جنيه نظير الاستغناء عن عدد من اللاعبين دون الاستفادة منهم ورحيلهم بلا مقابل مثل أحمد ابو مسلم ومحمد السليتى التونسي. وواجه المصرى البورسعيدى نفس الازمة التى كبدته ملايين الجنيهات وصلت الى 8.2 مليون جنيه، بعد الاطاحة بعدد من اللاعبين دون الاستفادة منهم أحمد فوزى الظهير الايمن وعمرو الدسوقى قلب الدفاع وكابتن الفريق وأحمد عثمان رأس الحربة، بالاضافة الى رفض عودة المعارين فى يناير الماضى لاندية اخرى مثل يحيى يحيى وحسام عباس وأحمد دهب وحسام عبدالمنعم وحمادة يوسف. ولم تقل خسائر الاتحاد الاسكندرى عن هذا الرقم بعد استبعاد عدد من اللاعبين مثل عبد الحميد حسن «ميدو» ومحمد رجب ريعو رأسى الحربة ومحمد ابراهيم لاعب الوسط المدافع ويوسف عبد الرحيم واحمد حسام واحمد البكرى ثلاثى الدفاع، وكلفوا النادى جميعا 9 ملايين جنيه. وفى سموحة.. كانت هناك اكثر من علامة استفهام حول مصير بعض الصفقات التى دفع فيها النادى الكثير، ولم يحصل من ورائهم سوى الخسائر المادية، ومن ابرزها صفقة احمد ابو مصطفى مدافع طلائع الجيش مقابل ربع مليون جنيه بخلاف 400 الف جنيه اخرى حاز عليها وليوناردو الذى سدد النادى 60 الف جنيه سمسرة للتعاقد معه بالاضافة الى نصف مليون اخرى مستحقات للاعبين الذين لم يستمروا سوى حتى يناير 2011 وتم الاستغناء عنهم مجانا، بل سدد عامر فى حالة احمد ابو مصطفى 25 الف جنيه تحت مسمى «انهاء العقد». وينطبق نفس الشيء على صفقة التعاقد مع تامر أبو جبل مدافع الفريق الكروى الاول بنادى المصرى البورسعيدى فى يناير 2011 ثم بيعه فى نفس الشهر الى الاتحاد السكندرى ليخسر النادى في هذه الصفقة وحدها 109 آلاف جنيه بعد ان تحمل سموحة 709 آلاف لاتمام الصفقة ثم حاز 600 الف فقط من بيعه للاتحاد فى نفس الشهر. والمثير ان سموحة لم يحصل على 200 الف جنيه وقت فحص سجلاته باقى متأخرات صفقة بيع تامر ابو جبل وتم التنبيه عليه بضAرورة الاسراع بالتحصيل وتحميل المتسبب فى الخسارة 109 آلاف جنيه. ولم تكن صفقة ابوجبل وحدها هى كارثة سموحة فى يناير 2011، حيث ضم النادى فى تلك الفترة مهاجما برازيليا يدعى ليوناردو بتوصية من الجهاز الفنى بقيادة حمزة الجمل لتدعيم خط هجومه قبل انطلاق النصف الثانى من الموسم 2010- 2011، والمثير ان اللاعب أنفق عليه 500 الف جنيه خلال 3 اشهر فقط من تاريخ التعاقد ثم جرى فسخ عقده والاستغناء عنه بناء على مذكرة من حمزة الجمل المدير الفنى بداعى سوء حالته الفنية وكثرة اصاباته وقبل ان يشارك فى أى مباريات رسمية مع الفريق.