فتح الحوار الهادئ للرئيس عبد الفتاح السيسى حول قرب عودة الجماهير الى المدرجات، الملف الساخن للخسائر المالية للكرة المصرية بسبب غياب الجمهور اللاعب «رقم 1» عن الملاعب على مدار السنوات الثلاث الماضية الا فى بعض المناسبات القليلة سواء على مستوى المنتخب او الاندية فى بطولة افريقيا. ويبدو من الوهلة الاولى ان المكاسب المالية التى ستتحول الى جيوب الاندية ربما تقف عند حدود التذاكر التى تتراوح اسعارها بين 20 الى 200 جنيه بما يعنى ان يصل الدخل فى المباريات ذات الشعبية الكبيرة الى مليون جنيه ولكن هناك مكاسب اخرى تنتظر الوسط الكروى فى حالة عودة الحياة الجماهيرية الى المدرجات من بينها تصاعد وتيرة الاعلانات المتدفقة سواء من الشركات الراعية او غيرها وايضا تنشيط حقوق البث التليفزيونى وما يتخلله ايضا من نشرات اعلانية تصل الى مئات الالاف ان لم يكن الملايين مع نهاية الموسم، خاصة ان اجمالى الخسائر على مدار السنوات الماضية وصل الى 150 مليون جنيه على مستوى قنوات التليفزيون المهتمة بنقل فعاليات الدورى منها 50 مليون جنيه الموسم الماضى فقط، لاسيما فى ظل الحديث المستمر عن وجود مشاكل فى استئناف مباريات الدورى بسبب مشاكل حضور الجماهير من عدمه. وتشير الاحصائيات الى ان اتحاد الكرة يمكنه رفع حصته من حقوق الاعلانات أكثر من نصيبه الحالى البالغ 18 مليون جنيه فى حالة حضور الجماهير، ولاسيما أنه قاسم مشترك فى تنظيم المسابقات المحلية سيؤدى الى الخروج من الضائقة المالية التى يعانى منها الجميع خلال هذه المرحلة من تاريخ مصر. ولا يقتصر الامر على حدود الجوانب الاعلانية وتوابعها على الناحية الاقتصادية للاندية، ولكن هناك صناعات اخرى ستنتعش بهذه العودة القريبة للجماهير من بينها تجارة وصناعة الاعلام بكل مقاساتها واشكالها محلية ومستوردة طبعا من الصين بجانب اغطية الرأس «والتى شيرت»المطبوع بالاضافة الى كل الخدمات التى يمكن ان توجد وسط الحشود والتى توفر الوجبات السهلة مثل الاعلام التى تضيء. وبقراءة فى هذه التجارة نجد ان اكسسوارات ومستلزمات المباريات اصبحت تجارة منذ مباراة المنتخب والجزائر وانتعشت بعد فوز مصر ببطولة افريقيا وكان سعر العلم الكبير المحلى لا يزيد على عشرة جنيهات بينما المستورد الصينى يباع بجنيهين ونصف واكبرها يباع بعشرين جنيها ولا يزيد سعر دستة الاعلام الصغيرة من الصين على دولار وسعرها جملة لا يزيد على 12 جنيها والعلم الكبير سعر الدستة منه لا يزيد على 60 جنيها جملة بذراع مضيئة والاولى تباع بخمسة جنيهات والثانية تباع بثلاثة جنيهات. ويمثل حضور الجماهير حجر زاوية على مستوى اندية العالم التى تجنى من وراءه العديد من المكاسب، سواء من ناحية بيع التذاكر او حجم مشترياتها من المحال المحيطة بالملاعب، مثلما هو الحال للنادى الملكى الاسبانى ريال مدريد الذى يمتلك أعلى نسبة حضور فى الليجا »الدورى الاسبانى« بنسبة 86٪. وخلال هذا الموسم كان الحد الادنى للحضور فى المباراة 65217 متفرجا. بينما كان الحضور الاكثر هذا الموسم كان 79845 متفرجا. بينما يملك نادى برشلونة نسبة حضور وصلت الى 71٪ اما اتلتيكو مدريد فنسبة حضور الجماهير 84٪ ، وكان النادى الوحيد الذى نجح فى التفوق على ريال مدريد هو بيلباو فى اول مباراة فى الدورى امام ريال سوسيداد اذ كانت النسبة 100٪، اما بالنسبة لملعب بيلباو فى بقية الموسم فلقد وصلت النسبة الان الى 95٪ .. وربما لا يخفى على احد ان الحضور الجماهيرى الكبير يمثل رافدا اساسيا لدعم الصفقات ذات الارقام القياسية من عينة النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو والارجنتينى ليونيل ميسى والبرازيلى نيمار، لان الاقبال على التذاكر من جانب وايضا على شراء متعلقات نجوم الاندية من تى شيرتات وغيرها يحقق دخلا كبيرا.