عبد المنعم حسين أقول بصراحة ومدوية نعم كنت ضد مجلس طنطاوى العسكرى ومازلت ادينه فى كثير مما حدث وقته بغض النظر عن نظرية النية كانت خير والوضع كان يجبرنا على هذا ورغم ذلك فقد قبلت أن أشرب شاى بالياسمين وأرضى بحكم ذو خلفية عسكرية لأسباب لها وجاهتها لدى .. لما تغيرت سياسة القوات المسلحة برئاسة عبد الفتاح السيسى واعطانا الأحساس بقوة جيشنا وسيطرته ، ولم تتدخل قواته ابدا فى مواجهة مظاهرة ولم تضرب متظاهر طوال فترة مرسى وتركوا الأخوان يظهروا وجههم القبيح فى مواجهة معارضيهم .. وأرجوك أن لا تكلمنى عن مقاومة الإرهاب وفض رابعة والنهضة فأنا مازلت على يقين أن الفض كان لابد منه وكنت انتظر الأسواء فى نتيجة الفض و كان الفض بالفعل من أجل حماية الشعب وتكفينى حرب سيناء الضروس مع إرهاب هو عدو متساوى مع اسرائيل فى خطورته علينا .. من اجل هذا شربت شاى بالياسمين . عندما وصلنا إلى 11 فبراير وكشفت الثورة عورة السياسيين المتقدمين صفوف الثورة وعوارهم وكثرت اختلافتهم وتفرقوا وتفتتوا وشتتوا الثورة وثوارها وتصارعوا على الحكم ولم يستطيعوا قراءة الموقف ولا الميدان فضاع منهم وتاهوا فى دروب الإخوان وحواريهم والهبوا الشارع وقذفوا بالشباب إلى حلبة الصراع والتصادم مع الجيش والشرطة واكتفوا بالسير كل يوم فى جنائز الشهداء والندب والولولة ، ثم تصالحهم مع الإخوان ثم تصادمهم مع الإخوان ومن أجل تصادهم اعلنوا أنهم خُدِعوا وكل ماتم من فتح السجون وحرق الأقسام وموقعة الجمل ثم محمد محمود 1 و2 و.. و .. من عمل الإخوان بعد ضياع الشباب والشرطة ، قمة الفشل للساسة حتى أصبحت لا أعلم كيف أثق فيهم مرة اخرى خاصة وأن صراعاتهم كانت سبباً اساسى لركوب مرسى للحكم .. من اجل هذا شربت شاى بالياسمين . عندما تحول الشارع المصرى إلى ساحة فوضى وبلطجة يشارك الجميع فى صنعها واظهرنا الأسوء فينا ، ولم نرحم مصر ولا ضعفاء الشعب ولم نهتم بأنهيار الوطن ، وأصبح جلياً لكل من ذا بصر وبصيرة أن الغالبية العظمى لا تريد التغيير وتحب أن تتمرمغ فى تراب الفساد والفوضى ولا يمكن ان نردع انفسنا ولكى نعود للطريق المستقيم لابد من يد قوية ولابد من عسكرى يحرر لنا المخالفة للأسف الشديد ، نحن لم نحترم استشهاد أجمل شباب مصر من أجل مصر الأجمل والأنقى وذهبنا بمصر للأبشع والأفسد .. من أجل هذا شربت شاى بالياسمين عندما خرجنا جميعاً يوم 25 يناير كان للعيش والحرية والعدالة الإجتماعية وكان أجمل ما فى المشهد أن اغنياء مصر انتشروا فى الميادين من أجل فقراء الوطن والمطحونين فيه لكن للأسف دون أن نقصد ونعى إنتهى المطاف بالسحل للفقراء ودهس المطحونين ، فكم من وقفات عطلت الإنتاج وكم إختلافات وتظاهرات من أجل حريات بكل صراحة لم يأتى وقتها وطلبات من حكومات مؤقتة لا تملك مقاليد حكمها فزدنا الفقير فقراً والمقهور قهراً واضعنا مطالب الشهيد فأرقنا دمه بلا مقابل .. من أجل هذا شربت شاى بالياسمين . من أجل ثورة 25 يناير وتحقيق أهم أهدافها وهو وطن كريم ينهض اقتصادياً بفقرائه ويعدل بميزانه ، وطن بلا فساد ولا بلطجة ولا فوضى يمتلك يد قادرة على تنفيذ برنامج واقعى يعتمد على العمل والكد والجد والمشاركة الأساسية للشعب بلا أحلام ولا أوهام ومحاربة طواحين الهواء .. شربت الشاى بالياسمين . من أجل شباب مصر ومستقبلهم الذى لن يكون إلا بالإستقرار والعمل ونبذ الفوضى ، لقد أخذنا حقنا من المظاهرات والإعتراضات والإحتجاجات وكانت النتيجة لا شئ إلا المزيد من الضياع " ليس عيباً أو نقصاً أن نعترف بخطأ " شربت شاى بالياسمين . شربت الشاى بالياسمين لقناعتى بأن الخلفية العسكرية لرجل استطاع أن يعيد لنا ثورة 25 يناير ومصر " وكان بإمكانه يظل وزيراً لدفاع الوطن وهو شئ ليس بالقليل ويكون طفل النظام المُدلل لأنه أختيارهم " بلا عودة لنظام مبارك وفاسديه لا لكل من كان يعمل وقته لن تضيرنى فى شئ لأن جيشنا سيظل فى صفى وضميرى سيظل مستيقظ وقلمى لسان حق ، هى قناعتى واسأل الله التوفيق لنا جميعا من أجل مصر ومستقبل أولادنا واحفادنا وهى قناعة وليست قراءة للطالع .