عماد أنور تحمل حلمى طولان، المدير الفنى للزمالك المهمة الصعبة لتولى قيادة الفريق الأبيض فى ظروف حالكة، لكن عشقه لناديه كان أقوى من هذه الظروف، فلم يتوان لحظة فى تلبية النداء، واصطدم فى أول لقاءاته مع الأهلى الغريم التقليدى للزمالك بدورى أبطال إفريقيا، وكان أبناء طولان أقرب إلى الفوز.. وعقب اللقاء، فجر طولان المفاجأة ورفض الحديث مع مراسل قناة "الجزيرة" الرياضية.. عن أسباب رفضه وتقبله المهمة الصعبة.. يتحدث طولان فى حوار غلبت عليه الأحداث السياسية. لماذا رفضت الإدلاء بتصريحات لقناة الجزيرة عقب لقاء القمة، على الرغم من أنها قناة رياضية؟ نعم هى قناة رياضية، لكنها تابعة لمجموعة قنوات تحريضية، القائمين عليها لايحبون مصر ولايهمهم استقرارها، ويستمرون يوما بعد يوم فى خلق حالة من "البلبلة" بين الشعب المصرى. هل قمت بالفعل بدعوة الرياضيين بالنزول يوم 26 يوليو لتفويض الفريق عبد الفتاح السيسى لمكافحة الإرهاب؟ نعم، فمصر الآن تمر بمرحلة حرجة وتحتاج تكاتف الجميع للخروج من الأزمة، والعودة سريعا للاستقرار فى الشارع حتى تدور عجلة الإنتاج ويتعافى الاقتصاد المصرى، لذلك علينا أن نقضى على الشغب والبلطجة والسرقة التى سيطرت على الشارع المصرى، لنثبت للعالم كله أننا بلد الأمان. هل شاركت فى مظاهرات 30 يونيو؟ نزلت إلى قصر الاتحادية لمشاركة المصريين فى تلك الثورة الشعبية العظيمة التى أزاحت حكم الإخوان، لنرى مصر فى ثوب جديد وبشكل مختلف، ومن ينظر فى وجوه المصريين بعد رحيل الإخوان سيجد أن البسمة عادت إليها وأن الروح المعنوية ارتفعت، وكأنهم خرجوا من الظلمات إلى النور. لكن مازال مؤيدو مرسى يعتصمون ويخرجون بمظاهرات للمطالبة بالشرعية؟ نحترم كل الآراء المظاهرات التى لا تقطع الطرق وتعطل الإنتاج، وقد خرج غالبية الشعب المصرى فى 30 يونيو وقالت كلمتها، أما الاعتصامات الأخرى فهى لا تعبر إلا عن تيار واحد، أما شرعية الحكم التى يطالبون بها فهى للشعب، والشعب هو من سحب الشرعية من النظام السابق، ولا مجال للحديث عن انقلاب عسكرى كما يردد البعض، لأنه ببساطة لا يوجد انقلاب عسكرى يقف وراءه الملايين. بالعودة إلى لقاء القمة، كيف استقبلت توافد الجماهير على المدرجات، على الرغم من أن المباراة من المفترض أن تقام بدون جماهير؟ الحقيقة كنت فى حالة تخوف شديد من حدوث أى أعمال عنف أو شغب من قبل الجماهير، وهو ما قد يتسبب فى إلغاء اللقاء، الذى يمس سمعة مصر أولا وأخيرا، لكن بعد مرور 10 دقائق شعرت بارتياح شديد، خصوصاً بعد أن قام اللواء طارق المهدى محافظ البحر الأحمر بالتحدث إلى الجماهير، حتى خرجت المباراة إلى بر الأمان، وظهرت جماهير الناديين فى مشهد راق. كيف ترى تهديد الجماهير بحضور المباريات؟ ألتمس لهم العذر وأتفهم مبرراتهم تماما، لأن التشجيع بالنسبة لهم يعنى الحياة، فالجماهير المصرية سواء كانت "وايت نايتس" أم "التراس" كل منهم يعشق ناديه ويزحف وراءه فى أى مكان، لذلك عندما يتم منعهم لابد من وجود رد فعل، لكن فى الوقت نفسه أطالبهم بعدم تعمد الصدام مع أجهزة الأمن، وأن يقدروا الظروف التى نمر بها، لأنه سيأتى يوم سيعودون فيه إلى المدرجات. هل ترى أنك تعاقدت مع الزمالك فى ظروف صعبة؟ هى مغامرة، لكن الزمالك يستحق أن أغامر من أجله، وبالتأكيد هناك ظروف صعبة على المستوى الفنى، فقد توليت المهمة بعد أن فقد الفريق 6 من لاعبيه الأساسيين، منهم الشناوى وإبراهيم صلاح، وصبرى رحيل، وهو عدد كبير من اللاعبين الذين يعتمد عليهم الفريق، لكن ثقتى فى قدرة باقى المجموعة على تحمل المسئولية كبيرة للغاية، وسنعمل جميعا كأسرة واحدة، ونسعى لعودة الزمالك إلى مكانه الطبيعى، وعودة الفرحة إلى الجماهير البيضاء، ونبدأ مهمتنا بالسعى لتحقيق مركز متقدم فى دور المجموعات بالبطولة الإفريقية. ولماذا وافقت على تولى هذه المهمة الصعبة؟ الزمالك بيتى الأول، ولا أستطيع أن أرفض له طلبا، وأنا سعيد بعودتى بيتى بعد غياب طويل، ومجنون من يرفض العمل فى نادى الزمالك، برغم كل الظروف الصعبة التى تمر بها الكرة المصرية. هل حدثت خلافات بسبب الجهاز المعاون معك؟ لم يحدث أى خلاف، لأن كل أعضاء الجهاز المعاون سبق وتعاملت معهم من قبل، والمدرب العام أسامة نبيه المدرب العام عمل معى من قبل وتدرب تحت قيادتى فى فرق الناشئين، ولا مجال للخلاف كما ردد البعض. كيف ترى إلغاء بطولة الدورى هذا الموسم للمرة الثانية على التوالى؟ من الطبيعى أن تلغى بطولة الدورى هذا الموسم بسبب الظروف التى تمر بها البلاد، ونحن نقدر هذه الظروف تماما، لأن هناك ما هو أكثر أهمية لدى أجهزة الأمن من إقامة مباريات الدورى الممتاز، وأرى أنه من واجب الوسط الكروى كله الوقوف بجانب الدولة فى هذا التوقيت. البعض يلمح إلى أن الزمالك من أكثر المتضررين من التأجيل حيث كان قريبا من تحقيق اللقب بعد أن قدم مستوى متميزا؟ لاشك أن معنويات اللاعبين تراجعت بعد قرار إلغاء البطولة، خصوصاً أن الفريق قدم نتائج طيبة فى المباريات التى أداها، وكان لديهم شعور بحصد اللقب، ولكن ما حدث فى 30 يونيو، أسهم فى رفع معنوياتهم مرة أخرى، لأنهم مثل باقى الشعب المصري الذى شعر بالعزة والانتصار.