قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن روسيا تنظر إلى استقرار لبنان كأساس للتوازن في المنطقة، مشددا على ضرورة ألا يصبح لبنان رهينة للتدخل الخارجي ومشكلة اللاجئين السوريين . ودعا لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل من موسكو، إلى احترام السيادة والاستقلال ووحدة الأراضي اللبنانية؛ وإلى أن يجد اللبنانيون الحلول لكل القضايا الداخلية من خلال الحوار بدون التدخل الخارجي. وأضاف: نرحب بنتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في مايو الماضي والتي عملت فيها كل الأطراف كجبهة واحدة، داعيا إلى تعزيز التوازن خلال وعقب تشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وأشار إلى ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات مختلفة وبينها السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية، مضيفا "أننا اتفقنا على مواصلة الاتصالات والنشاطات الثنائية والمشتركة من أجل تنفيذ المشروعات المشتركة، كما أن موسكو وبيروت آرائهما قريبة وتتطابق فيما يخص بعض المسائل المتعلقة بالأوضاع في المنطقة. وأوضح لافروف أنهم يعملون على العودة الآمنة للاجئين السوريين بلبنان إلى بلدهم، مشيرا إلى أنه خلال الشهر الماضي تم إعادة 7 آلاف لاجئ سوري من لبنان إلى سوريا. وتابع: "اتفقنا على مواصلة العمل المشترك والتعاون المكثف في الأممالمتحدة، فيما يخص القضايا المتعلقة بالأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعلى ضرورة الحفاظ على الدور الأساسي للأمم المتحدة في المنطقة، وعلى التنسيق الكامل والوثيق بيننا". من جانبه، قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إن لبنان يقف مع العودة السريعة والآمنة والمستدامة للاجئين السوريين إلى بلدهم دون ربطها بالعملية السياسية، مضيفا "نؤيد المبادرة الروسية للعودة لأنها المبادرة الدولية الأولى من نوعها التى تقوم على التشجيع على العودة". وأشار باسيل إلى أن مبادرة روسيا للعودة شكلت الغطاء السياسي والمعنوي للتشجيع على العودة، مضيفا "أننا مستعدون للتنسيق مع موسكو ودمشق والأممالمتحدة من أجل حل قضية اللاجئين السوريين". وأوضح وزير الخارجية اللبناني، أنه طرح بعض المبادرات التي تشجع على عودة اللاجئين السوريين، وهي تطبيق القانون اللبناني للتمييز بين النازح الاقتصادي والنازح السياسي والأمني، وقيام الدولة السورية بإجراءات للتشجيع على العودة كتخفيض سن الخدمة العسكرية والغرامة، قيام الدول والمنظمات الدولية بخلق برامج للعودة وتمويلها. وحول النفط والغاز في لبنان، قال باسيل، إن الشركات الروسية فازت في المزايدة الأولى للنفط والغاز في بحر لبنان والمجمع النفطي، داعيا إلى تشجيع الشركات الروسية للمشاركة مجددا لما لها من أهمية استراتيجية في العلاقات بين البلدين وفي استقرار المنطقة.
