صدر حديثاً عن الدار المصرية اللبنانية كتاب "أطفال الشوارع: الجنس والعدوانية" تأليف "د.رضوى فرغلي" يقع الكتاب في حوالي 150 صفحة وهو أول دراسة أكاديمية في العالم العربي تتناول من منظور نفسي "أطفال الشوارع". تكتسب الدراسة أهميتها من خلال التركيز على الأطفال المقيمين بصفة دائمة في الشارع كعينة للبحث، وليس أطفال الشوارع المقيمين في المؤسسات أو الذين يتلقون رعاية أو اهتمامًا من أي جانب، ما يجعل النتائج أكثر مطابقة لواقعهم وظروفهم الصعبة. كما ترصد الدراسة العلاقة بين الإساءة، خصوصًا الجنسية. تقول الباحثة "د.رضوى فرغلي" إن "هذا الكتاب يأتي ضمن مشروع سيكولوجي طموح، لرصد الشرائح المهمشة أوالمدانة اجتماعياً، والتفاعل المباشر معها، للخروج بأفضل النتائج الممكنة والمفيدة في علاج الظواهر النفسية والاجتماعية المختلفة". وكانت الكاتبة قد أصدرت من قبل كتابا بعنوان "بغاء القاصرات" في إطار هذا المشروع. وتؤكد أنها خلال شهور البحث الميداني صادفت العديد من النماذج التي أثرت فيها، موضحة أن بعض التقارير، غير الرسمية، تتحدث عن وجود مليوني طفل شارع في مصر وحدها، وبالتالي " نحن إزاء مشكلة من أخطر المشكلات التي تواجهها المجتعات العربية، لأنه ما أسهل استغلال هؤلاء الأطفال في الجرائم المنظمة، ومختلف قضايا الفساد، بما في ذلك الفساد السياسي، كما رأينا أخيراً في توظيف هذه الفئة في أحداث مجلس الوزراء في مصر." الكتاب لا يدين هؤلاء الأطفال، لأنهم غالباً ضحايا أسر ومجتمع، وإنما يسعى لتعميق إدراكنا بهذه الظاهرة، أملاً في تخفيض أعداد اللاجئين إلى الشارع، ووضع البرامج الإرشادية التي تعين أطفال الشوارع على التعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية التي يواجهونها وهم يعيشون بعيدًا عن أسرهم تحت وطأة ظروف قاسية، كما يمكن الإفادة من نتائجها في تطوير سياسات اجتماعية وتربوية لاحتواء الظاهرة وخفض معدلاتها.