طفرة فنية كبيرة حققتها الدراما الخليجية فى السنوات الأخيرة بشكل جعلها تستحوذ على اهتمام الأسر الخليجية، وتحتل مكانة متميزة فى وجدانهم وذلك بعد حالة الإزدهار التى شهدتها الدراما سواء على مستوى تناول الأفكار من حيث التأليف والكتابة لأعمال تجسد ملامح المجتمع الخليجى وتتناول قضاياه. ووصل عدد الأعمال الدرامية الخليجية التى تقدم سنويا إلى عشرات المسلسلات الفنية التى تتنوع موضوعاتها بين الدراما الاجتماعية والكوميدية وتدور أحداثها فى فلك القضايا الشائكة فى المجتمع الخليجي، كما أصبح المسلسل الخليجى منافسا قويا للمسلسلات الأجنبية المدبلجة والتى لا تتناسب إطلاقا مع البيئة والثقافة الخليجية. ويعود اختيار منتجى الدراما الخليجية فى مختلف دول الخليج لأبوظبى كوجهة لتصوير أعمالهم لما تتميز به الإمارة من بنية تحتية متميزة ومناطق تصوير متنوعة من الصحراء الشاسعة إلى المناطق التراثية والمدن الحضرية والشواطئ الجميلة إضافة إلى ميزة الاسترداد النقدى بنسبة 30% من تكلفة الإنتاج والذى تقدمه لجنة أبوظبى للأفلام. كما يضع المسئولون عن عملية الإنتاج فى دولة الإمارات العربية المتحدة، المشاريع الإنتاجية قيد التنفيذ فى مرافق المنطقة الإعلامية التى تعد من أحدث وجهات الإنتاج الإعلامى بكل أحجامه وأكثرها تطورا وتجهيزا لجذب الإنتاجات الإقليمية والعالمية إلى إمارة أبوظبى ما يسهم فى ازدهار قطاع الإعلام والترفيه من جهة ويساعد فى تحقيق رؤية أبوظبى للتنوع الاقتصادى من جهة ثانية. وفى دبى وقعت مدينة دبى للاستديوهات بالاتفاق مع مجموعة mbc شراكة إستراتيجية تمثلت فى توقيع اتفاقية مشتركة يتم بموجبها إنتاج محتوى تلفزيونى درامى وبرامجى نوعى بمواصفات عالمية فى أحدث الاستوديوهات وأضخمها بامتياز فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والموجودة تحديدا في "مدينة دبى للاستديوهات". المدير التنفيذى لقطاع الإذاعة والتليفزيون بمؤسسة دبى للإعلام أحمد سعيد المنصورى تحدث عن المحاولات المستمرة للنهوض بالدراما الإمارتية وقال: نسعى دائما إلى تقديم منتج درامى إماراتى جيد يحمل كل المعايير الفنية والإنتاجية، وذلك من خلال الاعتماد على شراكاتنا المتميزة مع عدد من شركات الإنتاج الإماراتية ووفق صيغة المنتج المنفذ كما نهدف إلى تقديم عدد من أبرز النجوم وكتاب السيناريو المتميزين فى الدولة ونحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة لعدد من الأعمال والبرامج المقرر عرضها فى الفترة المقبلة والتى نعد من خلالها جمهورنا بالتنوع وثراء المضامين. وأضاف: نراهن على المستوى العالى لما نقدمه بشكل يتناسب مع السياسة الإنتاجية للمؤسسة من الناحية الفنية والموضوعية وذلك فى سبيل تقديم أعمال إماراتية ناجحة على المستوى المحلى والخليجى والعربى وذلك من خلال نخبة من نجوم الإمارات والخليج العربي. وبجانب الاستديوهات وتقنيات التصوير الحديثة جاء تنوع الموضوعات والدراما الخليجية لتلعب دورا مهما فى نجاح الأعمال الدرامية وهو ما ظهر بشكل واضح على الشاشة الرمضانية والتى ما زالت تحتل ساعات من العرض على شاشات الفضائيات حتى الآن. ومن بين الأعمال التى لاقت نجاحا، مسلسل" قلبى معي" بطولة الفنانة المغربية ميساء مغربى التى تعيش فى دولة الإمارات، وشارك فى بطولته الفنانة روجينا والفنان حسن كامى ونخبة كبيرة من فنانى الإمارات منهم يوسف الكعبى وعبدالله بن حيدر والكويتى محمود بوشهرى ومن سوريا ديما الجندى ونسيمة الضاهر بالإضافة إلى عدد من النجوم العراقيين والأردنيين. وحقق العمل صدى واسعا نظرا لتعدد اللهجات، وقد استعانت أسرة المسلسل لأول مرة بمدرب لهجات لمساعدة فريق العمل على النطق بشكل جيد. وتحدثت ميساء عن العمل قائلة: استمتعنا بالعمل جميعا وكنا أسرة واحدة نعيش كل تقاليد وعادات المجتمع العربى وهو ما ساهم فى نجاح العمل بشكل كبير خاصة فى ظل الجنسيات المتعددة التى قدمها العمل من أغلب الدول العربية وهو بالفعل ما أثرى العمل وقدمه بشكل جيد فالمشاهد وجد نفسه أمام وجبة متكاملة لا ينقصها شيء من جمال الصورة ودقة كافة عناصر العمل وخاصة أن العمل كان يتحدث عن عالم الإعلام فى العالم العربي. وأكدت ميساء مغربى أن المسلسل المصرى والمسلسل الخليجى هما أصحاب الريادة فى الوقت الحاضر لأنهما يتواصلان مع قضايا اجتماعية مهمة تشغل بال الشارع العربي.