الطاقة الجديدة والمتجددة من أهم دعائم الاقتصاد المصري في الفترة المقبلة وأساس التنمية المستدامة التي تحتاجها مصر وخصوصاً في منطقة الصعيد، ولذلك عقد بمدينة الأقصر «مؤتمر الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة الطريق لدعم السياحة»، وذلك برعاية الرئيس السيسي ودعم رئيس الوزراء وحضر فاعليات المؤتمر كل من وزراء السياحة والبيئة والكهرباء والطاقة المتجددة والإنتاج الحربي والآثار ومحافظ الأقصر وقنا وأسوان، وبمشاركة رجال الأعمال والعلماء والمتخصصين في مجالات الطاقة المتجددة والتنمية فى مصر والعالم العربي بغية إلقاء الضوء على احتياجات الصعيد من التنمية والعمل على رفع مستواها والارتقاء به، لذا كان لنا هذا الحوار مع على رضوان رئيس مؤتمر الطاقة المتجددة والتنمية المستدامة.. وإلي نص الحوار: بداية ما الهدف الأساسى الذى يسعى المؤتمر لتحقيقه؟ يهدف المؤتمر إلى التعرف على الاحتياجات المتعلقة بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة اجتماعيا واقتصاديا لخلق مناخ صحي أفضل ومحاولة القضاء على الفقر، وذلك عن طريق مشاركة قطاعات مختلفة بأبحاثها العلمية، وكذلك استهداف القضايا التى تتطلب اشتراك مختلف القطاعات ذات الصلة بهذا المجال. هل حظي المؤتمر بدعم من الحكومة؟ بالتأكيد هناك دعم معنوي من الدولة المصرية متمثل في دعم ورعاية السيد رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لهذا المؤتمر، بالإضافة إلى مشاركة كل من وزارة السياحة والكهرباء والطاقة المتجددة والبيئة والآثار ووزارة الإسكان ووزارة الإنتاج الحربي، وهذا يؤكد على دعم الدولة لمجالات التنمية المستدامة التى تتماشي مع خطة الرئيس للتنمية المستدامة 2030. ما دور القطاع الخاص في هذا المؤتمر؟ المفترض أن يكون الدور الأكبر على القطاع الخاص في تنفيذ المشروعات التنموية التى تعود بالنفع على المجتمع، وتسهم في النهوض بالاقتصاد الوطني، ولكن وجدنا إحجاما كبيرا من القطاع الخاص عن المشاركة في دعم مجالات التنمية فى الصعيد حيث يتركز هدفهم على القاهرة، وهذا شىء مؤسف للغاية لأنه يحرم أجزاء كبيرة من الوطن من النهوض والتنمية، ولهذا نخاطب رجال الأعمال المصريين والعرب إلى الاتجاه لصعيد مصر والقيام بواجبهم تجاه هذه المنطقة المحرومة من التنمية التى تحتاج إلى الكثير من الدعم والمساندة. وما المقصود بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة؟ وهل الهدف منها مواجهة مشكلة نقص الكهرباء أم أن هناك أهدافا أخرى؟ الطاقة المتجددة هي الطاقة التي لا تفني ولا تنضب أبدا مثل الطاقة الشمسية، وهى متوفرة في صعيد مصر، الذي يتميز بارتفاع درجة الحرارة، ولهذا فكرنا في دعم البدائل الجديدة للطاقة، والتى لا تسبب أضرارا للبيئة وأيضا منخفضة التكاليف ومتوفرة في الصعيد بشكل دائم، والتنمية المستدامة تعني كيفية استخدام مواردنا بطريقة رشيدة، ووضع خطة على مدي طويل ومستمر يعود بالنفع علي الأجيال المقبلة. وهل الهدف منها مواجهة مشكلة نقص الكهرباء أم أن هناك أهدافا أخرى؟ الهدف الأساسي هو الاستفادة من الطاقة الطبيعية المتوفرة بمصر التى منحنا الله إياها، هذا فضلا عن المساهمة فى تخفيف الضغط على الطاقة الكهربية إن أمكن، لاسيما أن العالم حاليا يسعى إلى الاستعانة بها واعتبارها البديل المتاح والنظيف. وما العائد على الاقتصاد المصرى لو أثمر المؤتمر عن أهدافه لاسيما لو تم الاعتماد على الطاقة المتجددة؟ بالتأكيد نتائج هذا المؤتمر سوف تعود بالنفع على الاقتصاد المصري، حيث إننا عرضنا نماذج تم تنفيذها علي أرض الواقع في مجالات الطاقة المتجددة سواء في مصر أو في الخارج للاستفادة منها، وبحثنا خلال المؤتمر عن فرص الاستثمار والمشروعات المتاحة في الصعيد، وكيفية تنفيذها علي أرض الواقع بما يسهم في دعم الاقتصاد المصرى وتوفير فرص عمل للشباب. وهل هى وسيلة لجذب الاستثمارات الخارجية وإحياء المياه الراكدة؟ بتأكيد نهدف إلى تسليط الضوء على الصعيد ودعم السياحة التى تأثرت بالظروف السياسية وأيضا تشجيع السياحة الداخلية حتي لا تكون حكرا على السياحة الأجنبية فقط. ولماذا تم التوجه للصعيد حاليا؟ لأن الصعيد يعاني كثيرا من نقص التنمية لبعده عن العاصمة، وأيضا لتوقف حركة السياحة وتأثرها بالظروف السياسية الحالية وأيضا يعانى من عدم استغلال للموارد الطبيعية المتوفرة مثل الطاقة الشمسية وعدم استغلالها في توفير الطاقة البديلة. وهل هذا يتفق مع الدعوات المطالبة بضرورة الاهتمام بالصعيد وتنميته اقتصاديا؟ هناك دعوات كثير من بعض رجال الأعمال في وسائل الإعلام فقط، لكن لا يتم تنفيذها على أرض الواقع، وقد خاطبنا كل رجال الأعمال في مصر لدعم المؤتمر والمساهمة في تنمية الصعيد، ولكن لم نتلق أي استجابة منهم، ولهذا تحملنا تكلفة هذا المؤتمر دون انتظار أى عائد مادي منه حبا لمصر الغالية، ودعما منا للتنمية في صعيد مصر، وندعو القطاع الخاص للقيام بدوره في هذا المجال. وماذا بعد نجاح المؤتمر؟ بالتأكيد نجاح المؤتمر سوف يشجع رجال الأعمال للمشاركة في التنمية، لأننا سوف نقدم لهم فرص الاستثمار المتاحة وكيفية تنفيذها علي أرض الواقع وتولت جامعة جنوب الوادي برئاسة الدكتور عباس منصور مراجعة الأوراق البحثية التي سوف تتم مناقشتها بالمؤتمر قبل اعتمادها ونشرها، كذلك خاطبنا جامعة الدول العربية للمشاركة ورعاية المؤتمر، لأن مجالات التنمية تهم كل الدول العربية، خصوصا أن العالم كله يتجه نحو التنمية المستدامة ويبحث عن وجود بدائل للطاقة خصوصا مع ارتفاع تكلفة مصادر الطاقة القديمة.