أي متابع للأحوال الاقتصادية في مصر يلمس بوضوح تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد, ويلمس مدي تأثر الاقتصاد المصري بالتداعيات السلبية التي حدثت نتيجة الفراغ الأمني والإضرابات والاحتجاجات الفئوية والاعتصامات وتأثيرها السلبي علي حركة السياحة وتدفق الاستثمارات الي مصر, ويلمس المؤامرات المدسوسة والمخططة للنيل من انجازات الشعب وتلاحمه مع قواته المسلحة والنيل من وحدة أبنائه بالوقيعة بين مسليمه وأقباطه بزرع الفتنة وطعن وحدة جناحي الوطن. ولقد حذر المجلس الأعلي للقوات المسلحة من تردي الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد في هذه المرحلة لدرجة أن نسبة حجم تدفق الاستثمار الاجنبي المباشر إلي مصر حاليا وصل إلي مرحلة الصفر. ووصل مستوي التصنيف الائتماني للبلاد الي درجة المخاطر وهو مؤشر سلبي وأوضح اللواء أركان حرب محمود نصر عضو المجلس الأعلي مساعد وزير الدفاع للشئون المالية, أن الدخل السياحي تراجع بنسبة80% موضحا ان مصر تخسر يوميا نحو40 مليون دولار نتيجة توقف الحركة السياحية, وان احداث امبابة الاخيرة أدت الي الغاء العقود السياحية وتراجع الاشغال في الفنادق, وأشار في الندوة المهمة التي أقامتها القوات المسلحة عن النمو الاقتصادي الي ارتفاع معدل الفقر في مصر ليقترب من نسبة70% منهم6% معدمون, ووصل اجمالي الدين العام المحلي والخارجي الي1080 مليار جنيه يمثل90% من اجمالي الناتج المحلي. وأكد تأثر كل موارد الدولة سلبا نتيجة توقف عمال المصانع خلال الفترة الماضية وان اجمالي الخسائر من هذا القطاع ما بين10 و20 مليار جنيه. وهذه بلا شك صورة مخيفة ومفزعة ولابد أن ينتبه الجميع لتداركها بسرعة خصوصا أن المصانع لم تتعرض للتدمير ويمكن العمل عن تشغيلها علي أكمل وحه, لتخطي هذه المرحلة الصعبة بنجاح. ولقد أكد المجلس العسكري في اجتماعه مع محافظ البنك المركزي ونائب المحافظ ورئيس البنك الأهلي ورئيس بنك مصر الثقة بالقطاع المصرفي وضرورة استمراره في أداء دوره لمصلحة الاقتصاد القومي بالتنسيق مع البنوك العاملة بمصر للتعامل مع الموقف الحالي واتخاذ كل الإجراءات لضمان استقرار العمل بسوق الصرف الاجنبي ومنع المضاربات. وصحيح أننا نشكر كل الدول الصديقة التي تقدمت بالقروض والمساعدات والمنح لدعم اقتصادنا, لكننا نريد أن تكون سواعدنا وجهودنا هي الداعم الأول لاقتصادنا لنأكل من عرق وجهد ابنائنا لا من المعونات والمنح غير الدائمة. ولقد أعلن المشير محمد حسين طنطاوي أن لدينا من الإمكانات ما يساعدنا علي أن نكون من أغني الدول. وناشد الشعب المصري مواصلة العمل ودفع عجلة الإنتاج, وانتظام الحياة اليومية في جميع المواقع وتغليب المصلحة العليا للبلاد, ونبذ الفرقة والدعوة الي الاستقرار, والهدوء والتنمية للنهوض بالاقتصاد المصري. وقال بوضوح لن نسمح أبدا بأن تكون هناك فتنة طائفية, وسنضرب بيد من حديد, ومؤكدا ان القوات المسلحة والشرطة والقضاء درع الوطن وحصن شعبه المنيع.