كفانا مؤتمرات.. ودعونا نعمل ازعجني بشدة مايطرحه البعض, بضرورة عقد مؤتمر قومي لتطوير التعليم, يتناسب مع مرحلة مابعد ثورة25 يناير, والحيرة التي انتابتني أن الجميع يعلم وهو ليس سرا, أن لدينا أطلالا من الدراسات وأوراق جلسات وتوصيات المؤتمرات القومية وغيرها خلال السنوات الأخيرة, تحولت بالفعل إلي مشروعات قابلة لتطوير التعليم, تزدحم بها ارفف وأدراج وزارتي التعليم والجامعات, وأخيرا هيئة الجودة. ونستطيع بكل سهولة تنفيذ ما جاء فيها, خاصة ان المشاركين كانوا خبراء وأساتذة جامعات مصريين في الخارج والداخل, بذلوا فيها جهدا كبيرا في جميع التخصصات, وتطرح رؤي وأفكارا تتناسب مع مابلغت به تجارب دول سبقتنا بسنوات طويلة إلي مرحلة من النمو والتقدم, والمحزن ان هذه الأفكار والرؤي تحولت أيضا إلي خطط وبرامج واستراتجيات قابلة للتنفيذ, ومع ذلك ترتيبنا عالميا وإقليميا متأخر بشدة لأسباب متعددة. وهنا يسأل الجميع ماذا كان ينقصنا بعد ذلك لينجح نظامنا التعليمي؟ والإجابة انه كان ينقصنا الكثير حتي نحقق طموحنا وأحلام المجتمع, باعتبار التعليم هو البداية الحقيقية, لتحويل المجتمع من مرحلة السكون إلي مرحلة التحرك والوعي والعمل والإنتاج, وهذا ماكان يخيف البعض وهم الفاسدون المستفيدون من حالة السكون, وللأسف كانوا هم الأقلية ولكنهم الأقوي. وكان الخوف كل الخوف من ان يصبح لدينا أفراد متعلمون تعليما متميزا ومثقفون, تستطيع ان تحلم وتفكر وتبتكر وتتناقش وتتحاور وتتفق وتختلف حول المستقبل, حتي أصبحت الحقيقة الراسخة لدي المجتمع, ان يقوم هو بالدور يعلم أولاده في المدارس والجامعات حسب قدرته, فيكون لدينا من يحصل علي تعليم جيد وأخر متوسط وثالث تعلم وتخرج وكأنه لم يتعلم, ويتكون المجتمع من عناصر بلا شخصية ومقدرة ومهارة أو مفهوم, وينصب الجهلاء وأنصاف المتعلمين علي عرش جميع المناصب القيادية, ويتم استبعاد الموهوبين وذوي الكفاءات العالية, فيحبطون ويضطرون إلي الابتعاد عن مسرح الإنتاج والعمل. وكان هؤلاء وهم منتشرون في كل مكان, ويستطيع كل منا ان يشير اليهم بكل سهولة اليوم دون خوف يعرفون جيدا خططهم ويحاربون من يسعي إلي التطوير الحقيقي سواء كانوا خبراء أكفاء او أساتذة جامعات, ولن تصدقوا اذا قلنا ان من الكفاءات وزراء, وكان أهم بند يعرقل المسيرة او التطوير, عدم الإيمان الكامل من الدولة بقضية التعليم وان كانت الكلمات شعارات, وضعف الميزانية الذي أثر بشكل ملحوظ في قلة أعداد المدارس, التي يمكن ان تستوعب التلاميذ فتزدحم الفصول فلا يتعلم احد, والمعلمون الذين تركوا لسنوات طويلة بدون تدريب أو تأهيل, وهم عصب العملية التعليمية حتي إنهم اعتقدوا خطا ان عقد امتحانات لهم في أكاديمية التعليم من خلال الكادر يقلل من قيمتهم, وآمن الجميع ومنهم المعلمون بأن نهاية العلم توقفت عند التخرج في الجامعة. اليوم نحتاج فقط ان نعمل بجد واجتهاد, نستثمر الأموال في التعليم, ونخلص أنفسنا من الأنانية ونحارب هذه الايادي غير الخفية, والمعروفة لنا في كل مكان التي تحارب التعليم والمتعلمين والكفاءات, ونبني المدارس ونطور المعلمين ماديا ومعنويا ونطبق القانون ونحدد برامج التدريب بعدها سنشعر بالانطلاق الذي يحتاج أيضا لوقت! [email protected]