التعدي علي الآثار, هدمها, وسرقتها لم يعد ظاهرة غريبة علي الشارع المصري الذي يعج بالقطع الفنية والأثرية سواء كانت فرعونية او قبطية او إسلامية والتي باتت جميعها في منأي عن الامان وعرضة لكل اشكال التخريب والسرقة والآن الهدم واخفائها من علي وجه الارض. وهذا ما حدث بالفعل مع مدش ميرزا وهو اثر مسجل في عداد الاثار الاسلامية والقبطية بمنطقة بولاق ابو العلا شارع ميرزا برقم306 والخاضع لقانون حماية الاثار رقم711 لسنة3891 والمعدل بالقانون رقم3 لسنة.0102 هذا الاثر الذي يعد ماتبقي من اثر اكبر اندثرت عمارته الاثرية زمن طويل ونجي هذا الجزء عندما تم تسجيله عام1591 ولكن منذ عدة اشهر واثناء مرورهم الروتيني فوجيء عدد من مفتشي اثار منطقة غرب القاهرة والقليوبية المسئولين عن الاشراف علي هذا الاثر بقيام شخص بهدم واجهة المدش وجزء من السقف ليلا وذلك يوم الاحد الموافق0102/21/9 فتوجهوا فورا إلي قسم بولاق ابو العلا لتحرير محضر بالواقعة ولكنهم فوجئوا بهذا الشخص يحرر محضرا يفيد فيه بأن الاثر مخزنة الخاص وادعي بان إستأجر المدش كمخزن من شخص منذ عام9002 وان معه مايثبت صحة ذلك, فتم تحرير محضر رقم582 اداري بولاق يتهم فيه منطقة اثار غرب القاهرة والقليوبية هذا الشخص بالتعدي علي الاثر بالهدم. وفي هذا الاثناء عينت المنطقة حراسة ليلية من افراد الامن والحراس غير مسلحين لحماية ماتبقي من الاثر حتي يتم ترميمه ولكن في ليلة الثلاثاء فجر الاربعاء الموافق3102/1/9 قامت مجموعة من البلطجية المسلحين بالتعدي علي افراد الامن والحراسة واجبروهم علي ترك المكان وتعدوا فجر الخميس3102/1/01 بالهدم علي ما تبقي من المدش الاثري وتسويته بالارض بالكامل ضاربين بالقانون عرض الحائط. واختفت عناصر الاثر التي كانت تتكون من واجهة واحدة في الناحية الشرقية في طرفها الشمالي مدخل كان علي يسارة لوحة رخامية دائرية ذات كتابات نسخية بارزة وهذه اللوحة الهامة مفقودة الان هي وماتبقي من الآثار الذي كان من الممكن استعادته وترميمه قبل اختفائه وتسويته بالأرض. وقد خاطبت المنطقة بمخاطبة وزير الدولة لشئون الآثار والآمين العام للمجلس الاعلي للاثار ورئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية ورئيس شرطة السياحة ورئيس مباحث الاثار ومأمور قسم بولاق ابو العلا وتم تحرير عدد من المحاضر. وبالرغم من كل المخاطبات السابقة الا ان ذلك لم يحل دون هدم ما تبقي من الاثر وتسويته بالارض واستمرار تهديد البلطجية والمعتدين لباقي اثار المنطقة والعاملين بها مما ادي إلي فقد واحد من اندر الاثار الاسلامية في مصر والعالم حيث انه النموذج الوحيد المتبقي من نوعية وفقا لما وضحه مفتشو اثار غرب القاهرة والقليوبية الذين يخشون علي باقي اثار المنطقة من هذه التعديات ويطالبون بسرعة التحقيق في هدم الاثر واختفاء عناصره التي تعد من وجهة نظرهم سرقة اثار بالاضافة الي مطالبتهم بتفعيل دور شرطة السياحية لحماية هذه الاثار.