الأحداث الإقليمية تخيم علي حركة الاستثمار

تحقيق‏:‏ إبراهيم العزب أجمع خبراء الاقتصاد والاستثمار ورجال الأعمال علي أن تصعيد أحداث غزة من شأنه أن يترك بصمات سلبية علي مناخ الاستثمار في دول منطقة الشرق الأوسط خاصة إذا ما دخلت أطراف أخري في هذا النزاع وبالتالي تعجز حكومة الدكتور هشام قنديل عن تحقيق برنامجها الاقتصادي الذي حددته في بيان الحكومة الذي ألقاه رئيس مجلس الوزراء أمام الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية, أضافوا أن جهود مصر في التهدئة والسيطرة علي هذا النزاع ستنعكس بالإيجاب في جذب الاستثمارات لكنهم حذروا من خطورة الاضطرابات السياسية والأمنية المحلية علي مناخ الاستثمار.
التفاصيل في سياق مجموعة من اللقاءات مع عدد من هؤلاء الخبراء فقالوا!!
{يري الدكتور صبري أبو زيد عميد تجارة قناة السويس السابق وأستاذ الاقتصاد أن التأثيرات السلبية لهذه الحرب تظهر علي المدي الطويل لأن القرار الاستثماري يستغرق فترة لإقراره وفي ظل عدم الاستقرار الأمني تهرب الاستثمارات الوطنية والأجنبية خاصة أن غزة تمثل عمقا استراتيجيا لمصر ومنفذها الوحيد يطل علي الحدود المصرية.
{يضيف الدكتور سعيد عبد الخالق الخبير الاقتصادي ووكيل أول وزارة الاقتصاد الأسبق أن الأوضاع في الدول اللصيقة للحدود المصرية مضطربة مثل ليبيا والأردن وسوريا علاوة علي الاضطرابات الأمنية والسياسية المحلية وهذا بالطبع يجعل حكومة الدكتور هشام قنديل تعجز عن تنفيذ برنامجها الذي حددته في بيان الحكومة الذي ألقاه رئيس مجلس الوزراء أمام الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية.
يقول إن البيان وضع خطة لتشغيل800 ألف شاب سنويا وهو ما يمثل شيئا مستحيلا ويصعب تحقيقه في ظل كل هذه الأوضاع السلبية التي تحاصر الاقتصاد ومناخ الاستثمار لقيام القطاع الخاص بتقليص نشاطاته ولغياب السياسات الواضحة تجاه منظومة الأمن والاستثمار ومواجهة البطالة اضافة إلي إضرابات العمال ومطالبهم الفئوية وضغوط الحكومة علي رجال الأعمال للاستجابة لمطالبهم.
{أما الدكتور عبد الله شحاتة رئيس اللجنة الاقتصادية بحزب الحرية والعدالة فيري أن المنطقة اعتادت علي مثل هذه النزاعات منذ فترة طويلة وأنه لا يتوقع أن تترك هذه النزاعات أي تأثيرات علي مناخ الاستثمار إلا إذا تصاعدت حدة النزاعات والحروب ودخلت أطراف ثالثة في النزاع وأنه يستبعد أي تدخل من أي دولة في المنطقة تجاه هذا النزاع.. فهذه الحرب التي يشنها نيتانياهو علي غزة تمثل نوعا من المزايدات لرفع أسهمه في الانتخابات الإسرائيلية التي سوف تجري بعد شهرين.
يطمئن رجال الأعمال والخبراء أن موقف مصر سيكون إيجابيا تجاه هذه الأزمة حيث تسعي مصر إلي ايجاد صيغة للتهدئة مما يطمئن أصحاب الاستثمارات.
{يؤكد إلهامي الزيات الخبير السياحي أن هذه الحرب لا تؤثر علي نشاط السياحة قدر ما تؤثر الاضطرابات الأمنية الداخلية والتوترات السياسية حول تأسيسية الدستور مشيرا إلي أن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية منذ الانتفاضة الفلسطينية منذ عام87 لم يعد يؤثر في الاقتصاد المصري حيث اعتماد مناخ الاستثمار علي هذه الظروف. يشير إلي أن التأثير يكون من خلال منظمي الرحلات أما جمهور السياح العادي فليس عنده أي تأثير باستثناء التحذيرات التي تصدر من بعض الدول إلي رعاياها في الخارج وأن السياحة آمنة في شرم الشيخ والوفود السياحية تتدفق علي المدينة لأنها بعيدة عن الأحداث بمسافة تزيد علي500 كيلو متر.
المتغيرات الاقتصادية المفاجئة
يقول علي عيسي نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين, إن الأحداث المحلية كالاضرابات السياسية والأمنية أكثر تأثيرا علي القرار الاستثماري من أحداث غزة, مشيرا الي أن المستثمر صاحب مشروع ما قائم بالفعل توقف عن إجراء توسعات أوضخ أموال جديدة في استثماراته بسبب هذه الاضطرابات والاعتصامات الفئوية, أما المستثمر الذي يدرس دخول السوق المصرية فإن قراراته مجمدة لحين تحسن الأوضاع القائمة, سواء المحلية أو العالمية.
يضيف أن الأمر لا يعني التخوف من مثل هذه الاضطرابات والأحداث الدولية فقط, بل هناك المتغيرات الاقتصادية المتواصلة من جانب الحكومة التي دأبت علي اصدار قرارات متواصلة تضر بمصالح المستثمرين مثل الضرائب ورفع أسعار المياه والكهرباء والغاز والسولار, بدون مشاركة رجال الأعمال في اتخاذ مثل هذه القرارات التي تنزل علي رأس المستثمر فجأة فتدمر استثماراته وتجعله يخرج من السوق مفلسا.