لم تحقق المناظرة الثالثة بين الرئيس اوباما ومنافسه الجمهوري رومني الحسم الكامل الذي يضمن لأي منهما الوصول إلي المكتب البيضاوي في البيت الأبيض, رغم تفوق أداء أوباما ونجاحه في ان يضع رومني منذ بداية المناظرة علي خط الدفاع. ولا تزال الانتخابات هذه المرة الأكثر غموضا في تاريخ انتخابات الرئاسة الأمريكية يتعذر التنبؤ الصحيح بنتائجها, وربما تظل علي هذه الحالة من المراوحة الي ان تتم الانتخابات بعد اسبوعين.., والواضح ان الفروق في مدي شعبية اوباما ورومني التي اظهرتها استقصاءات الرأي العام الامريكي التي لا تكذب ولا تجامل, لا تعطي لأي من المرشحين حتي الآن سبقا واضحا يضمن له الفوز, لأن كلا منهما يتحصل علي نسبة تأييد تتراوح ما بين48 و49 في المائة, وكثيرا ما يتبادلان المراكز الأولي في عدد من الولايات, وحتي في اطار الولايات الست المرجحة التي تحسم النتائج النهائية للمعركة لا يزال الموقف غامضا, رغم ان اوباما يحقق سبقا بنسب تتراوح ما بين2 و3 في المائة في ثلاث ولايات منها, بينما تتأرجح نتائج الاحتمالات في الولايات الثلاث الأخري! لكن ميزة أوباما انه يتقدم علي رومني بنسب متفاوتة في قضايا الاقتصاد والرعاية الصحية والضرائب والسياسة الخارجية وأمانة القول, ومع ذلك تؤكد تحليلات الخبراء ان فرص اوباما لا تزال اكبر من فرص رومني لان الطبقة الوسطي رغم فتور حماسها في هذه الانتخابات لا تزال تعتقد ان اوباما هو حليفها الاقرب من رومني, الذي ينتمي الي قمة هرم الاثرياء الامريكيين حيث يتجاوز دخله السنوي20 مليون دولار, كما ان اوباما يتقدم علي رومني في اصوات النساء بفارق يقرب من15 درجة. ولان الاصوات متقاربة يركز المرشحان خلال الاسبوعين القادمين علي اصوات الناخبين الذين لم يحسموا بعد خيارهم في الولايات الست المرجحة وضمان خروج الناخبين الي صناديق الاقتراع يوم الانتخاب, وعلي حين يجاهد رومني من أجل اقناع الامريكيين بأنه يختلف عن سلفه الجمهوري بوش الابن وانه أعقل من ان يورط امريكا في حماقة حرب جديدة في الشرق الاوسط, يسعي اوباما لإقناع الامريكيين بأنه الأقدر علي الحفاظ علي أمن الولاياتالمتحدة, ويذكرهم بأنه قتل بن لادن وأنه يملك رؤية شاملة للخروج من الأزمة الاقتصادية الراهنة. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد