كتب عبدالجواد علي: كشفت جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الانتاج الصناعي والطاقة في مجلس الشوري برئاسة الدكتور طارق مصطفي لمشروع فوسفات أبو طرطور( الوادي الجديد) والمشاكل المتعلقة به عن أبعاد جديدة في أزمة هذا المشروع الممتدة منذ عام1964 حتي الآن, وأسفرت عن خسائر فادحة تحملتها الدولة, فيما يقدر بنحو16 مليار جنيه, ومنها أن الإدارة لم تستفد من معدات البنية الأساسية للمشروع مثل الكسارة التي تعمل بطاقة انتاجية عالية, حيث يتم الاعتماد علي كسارات من المقاولين تعمل بطاقة أقل كثيرا من الكسارة الأصلية, ولا يتم الاستفادة من الخامات المغطية لطبقة الفوسفات والمتمثلة في الطفلات الطينية التي تستخدم في عدة أغراض صناعية وفي صناعة الأسمنت. وكذلك لم يتم الاستفادة من الحجر الجيري الرخامي الصلب الذي يستخدم في رخام السلالم والمطابخ والواجهات بالمنازل, وهو يوجد بكميات تقدر بنحو500 مليار متر مكعب وأسعاره أغلي من الفوسفات, كما يوجد أيضا الحجر الجيري الهش الذي يستخدم مع الطفلات في صناعة الأسمنت والكيماويات والأسمدة. وكشفت المناقشات أيضا عن أن إدارة المشروع لم تلتزم بتنفيذ توصية علمية من هيئة المساحة الجيولوجية عام1977 بضرورة حفر أنفاق لاستخراج خام الفوسفات الموجود في اعماق باطن الأرض بمعدل خمسة ملايين طن سنويا, كما أن اعتماد الإدارة علي المقاولين في استخراج الفوسفات يؤدي إلي اهدار وسرقة ملايين الأطنان المستخرجة عن طريقهم من المناجم. وقررت لجنة الانتاج الصناعي مواصلة عملها في جلسات استماع أخري لاستكمال المناقشة علي ضوء المستندات التي طلبتها من الجيولوجي فكري يوسف رئيس هيئة الثروة المعدنية, وكذلك المستندات التي طلبتها اللجنة من هيئة المواد النووية عن الدراسات التي تمت علي فوسفات أبو طرطور الوادي الجديد, وذلك تمهيدا لاعداد تقرير نهائي للعرض علي مجلس الشوري للمناقشة العامة.