ما لم تحدث معجزة، سيصبح بوريس جونسون الصحفى ووزير الخارجية السابق رئيسا لوزراء بريطانيا بنهاية الشهر المقبل، وعندها لن يكون هناك ترامب بواشنطن فقط بل فى لندن أيضا. استعد جونسون خلال الأيام الماضية لكى يرتدى ثوب رئيس الحكومة، فحبس نفسه أياما بالمنزل وحلق شعره المنكوش وأعاد تسريحه وبدأ ريجيما لخفض وزنه، وحرم نفسه من عادة الكلام الكثير المحببة إليه، فحاول التحدث باقتضاب وربما غموض. كما عالج بعض هفواته السابقة، فاعتذر للمسلمات البريطانيات عن تشبيهه المنتقبات بأنهن مثل صندوق بريد مذكرا بأن جده كان مسلما. لكن ماذا تفعل الماشطة؟ إن بوريس أصبح بوريس بسبب هذه الصفات الغريبة، فإذا تخلص منها، فهل سيظل معشوق حزب المحافظين الذى تحول لليمين والشعبوية وتقلص عدد أعضائه إلى 160 ألفا فقط فى بلد تعداده 66 مليونا. ثم إن شخصيته، كما يشير أصدقاؤه ومن عملوا معه، لا تساعده على هذا التحول. فرئيس تحريره السابق بالتليجراف ماكس هاستنجز يقول: لست متأكدا من أنه يهتم بأى شخص سوى نفسه. وكريس باتن القطب المحافظ البارز يجزم بأنه كاذب لا يقيم للحقيقة وزنا، يقول للناس ما يريدون سماعه، وهو يجسد انهيار الرشادة بالعمل السياسي. لكن أنصاره يتهمون منتقديه بأنهم مسكونون بفوبيا كراهية بوريس، ويؤكدون أنه الوحيد القادر على انقاذ حزب المحافظين من أزماته. بوريس خريج أرقى المدارس والجامعات، يدرك جيدا ما يفعل، شديد الذكاء، قارئ جيد، مارس السياسة منذ شبابه، فالأحزاب تتيح ذلك، وهو براجماتى وليس دوجما، متمسك بآرائه، ورغم كلامه العنيف ضد أوروبا، فإنه سيقبل بتسوية أو سيماطل لكنه لن يخرج من الاتحاد دون اتفاق. نعم سماته قريبة من ترامب، لكنه لن يكون نسخة كربونية منه، فتعليمه وتكوين الطبقة السياسية البريطانية وحدود سلطاته، ستحد من قدرته على الانفراد بالقرار أو عدم احترام إرادة البرلمان، كما يفعل ترامب. ومع هذا، فإن العالم على وشك استقبال عضو جديد بالعائلة الترامبية التى تتسع عالميا من أمريكا للهند وتركيا والمجر إلى الفلبين والآن بريطانيا والبقية تأتي. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام