بوجهها الملائكي، تحتضن طفلا سوريا فى مخيم للاجئين بلبنان، وتلتقط صورة مع آخر أفغانى فى مخيم بباكستان. تتحدث معهم ومع أسرهم. تبرعت بملايين الدولارات لتحسين أحوالهم ومازالت. تدافع عن اللاجئين وحقهم فى الحياة الكريمة فى وقت يشن بعض ساسة العالم حربا شعواء عليهم مطالبين بإرجاعهم إلى بلدانهم التى تفتك بها الحروب والمجاعات والقهر. ما إن تلتقيهم، حتى تتوقف عن كونها نجمة هوليوودية، تعتبر نفسها مثلهم، لا تشغلهم بمآسيها الشخصية، وهى التى أصيبت بسرطان الثدى ودخلت فى نزاعات شديدة ومازالت مع زوجها السابق النجم براد بيت. انشغلت أنجلينا جولى بقضية اللاجئين كسفيرة للنوايا الحسنة لدى مفوضية اللاجئين منذ 18 عاما، وكانت بمنتصف الثلاثينيات، أى أن اللقب لم يكن مكافأة نهاية العمر والشهرة، كما لدى بعض نجوم الفن الذين يعوضون غياب الشهرة بهذه المناصب الشرفية، بل عملت بجد وتفان لدرجة أن صورتها انطبعت لدى كثيرين ليس كممثلة، رغم موهبتها الفذة، بل كمبعوثة رحمة وعطف على اللاجئين. جديد أنجلينا أنها،أصبحت كاتبة بمجلة التايم التى نشرت لها مقالا بعددها الأخير بدأته بمقدمة موجهة للغرب تحديدا فحواها أن الأيام دول، فالعالم قبل 75 عاما كان به 40 مليون لاجئ ليسوا إفريقيين أو آسيويين بل من أوروبا التى اكتوت بنيران الحرب العالمية الثانية، كما أن مفوضية اللاجئين نشأت بسببهم. أوروبا الآن نسيت تاريخها، وتحول جزء معتبر من شعوبها وقادتها إلى كارهين للأجانب، داعين إلى طردهم دون تفرقة بين مهاجر جاء لتحسين أحواله ولاجئ هارب من حروب مهلكة.. الكل سواء ويجب طرده. المفارقة كما ترى أنجلينا أنه رغم توقيع اتفاقات لإنهاء الحروب الأهلية بدول عديدة لم يتم حل مشكلة اللاجئين، لأن حقوقهم غائبة فى هذه الاتفاقيات، كما أن المجتمع الدولى نفسه قصير، فالاهتمام بقضية ما، لا يلبث أن يتناقص ثم يتلاشي، ولا تهم معاناة البشر المستمرة، فالعالم ولى وجهه شطر أزمة أخري. عنوان مقال أنجلينا: بماذا يدين العالم للاجئين.. وأعتقد أن هناك حاجة لعنوان آخر: بماذا يدين العالم لأنجلينا.