أشهد الله العالم على وفاة محمد مرسى وجعل نهايته فى المحكمة أمام قضاته ودفاعه وحضور الجلسة وزملائه المتهمين، فى الوقت الذى كان من الممكن أن تكون الوفاة فى محبس مرسى الانفرادى الذى يمضى فيه معظم الوقت، وساعتها ماكان أحد سيصدق أن مرسى مات ميتة طبيعية. مات مرسى أمام عيون من حوله ورغم ذلك مارس الإخوان وقاحتهم وخرجوا ينوحون عليه! الذوق ليس فى الكتب، والإخوان لا يعرفون الذوق ولا يذكرون محاسن موتاهم إلا إذا كان المتوفى واحدا منهم، أما غير الإخوانى فهو مجرم وكافر يتقلب فى نار جهنم. ولا يتورع الإخوانى عن سب الميت غير الإخوانى والتعريض به دون أى اعتبار لحرمة الميت وأنه بين يدى خالقه الذى وحده يحاسبه. فالإخوان يؤمنون بأنهم شركاء الله فى حساب غير الإخوانى، وأذكر عندما مات اللواء عمر سليمان صاحب السيرة الطيبة أن سمعت مالا يمكن تصوره من شتائم وصفات انهالت عليه من الإخوان. والواقع أن محمد مرسى لم يكن قديسا، ولم يكن عالما، ولم يكن مما يمكن وصفهم بأنهم من دهاة السياسة أو المصلحين أصحاب الأفكار التى لا تموت، وإنما كان فى الواقع ضحية اختياره ليمثل دورا أكبر منه ويمتثل لتنفيذ ما يصله من مركز المرشد العام من توجيهات وتعليمات. ولهذا ففى السنة التى تولى فيها الحكم لا يذكر له عمل إصلاحى والقرارات التى أصدرها تدور فى معظمها حول العفو عن الإخوان المحكوم عليهم وإجلاسهم فى مقاعد الصدارة فى الاحتفال بحرب أكتوبر! وعندما أراد مرسى بحث قضية سد النهضة الذى أقامته إثيوبيا دعا لاجتماع حضره بعض الهواة واتضح أنه مذاع على الهواء فى غفلة من الحاضرين، وسمع الإثيوبيون سخرية الحاضرين وطلبهم إرسال الطائرات المصرية لتقصف السد، وبعد أن كان ممكنا تسوية الموضوع بالمفاوضات اتخذ الإثيوبيون موقفا متشددا، واحتاج الأمر إلى زيارات واتصالات لعلاج آثار الإجتماع الفضيحة الذى دعا إليه مرسى!. لمزيد من مقالات صلاح منتصر