مباراة مصر والكونغو أو جمهورية الكونغو الديمقراطية، التى سوف تجرى مساء اليوم ضمن دور المجموعات الأمم الإفريقية، تثير لدى ذكريات لا أنساها حول دور مصر فيما سمى أزمة الكونغو عام 1961، والتى تضيف إلى معارف أجيالنا الجديدة حول علاقات بلدهم الوثيقة بقضايا قارتهم الأم. لقد كانت الكونغو مستعمرة بلجيكية منذ أواخر القرن التاسع عشر، حيث كانت مصدرا مهما لإنتاج المطاط بالذات، إلى أن حصلت على استقلالها عام 1960 بزعامة باتريس لومومبا، كرئيس للوزراء وكازافوبو رئيسا للجمهورية. وفى سياق سعى الأممالمتحدة لمراقبة انسحاب القوات البلجيكية، ومساعدة الحكومة الوطنية الوليدة، أرسلت إلى هناك قوة دولية كان من بينها قوة من سلاح المظلات للجمهورية العربية المتحدة قوامها 258 فردا بقيادة القائمقام سعد الدين الشاذلى، ومعه الصاغ صبحى الملاح ضابطا للاتصال (الذى دبر مقابلة بين مراسل الأهرام البارز فى ذلك الوقت حمدى فؤاد ولومومبا!). ولكن سرعان أن ثارت ما عرفت بأزمة الكونغو عندما حاولت بعض المقاطعات، وعلى رأسها مقاطعة كاتانجا بزعامة مويس تشومبى الانفصال عن الكونغو. وعندما حاول لومومبا اللجوء للاتحاد السوفيتى لحل تلك المشكلة، تحولت القضية إلى أزمة دولية، ما لبثت أن استفحلت مع قيام انقلاب عسكرى قام بتسليم لومومبا إلى سلطات كاتانجا التى أعدمته! وفى سياق هذه الأزمة وقعت مأساة سقوط وتحطم طائرة داج همرشلد أمين عام الأممالمتحدة فى ذلك الحين، فى 18 سبتمبر 1961. ولم يقتصر دعم مصر عبد الناصر للجمهورية الوليدة على دورها من خلال الأممالمتحدة، بل أرسلت ايضا القائمقام أحمد إسماعيل للمساعدة فى تدريب الجيش الكونجولى. إننى أسجل هنا بإيجاز شديد هذه الوقائع ليعرف شبابنا بالذات عمق علاقات مصر بأمم إفريقيا وتاريخها المشرف معهم، خاصة الكونغو التى يلتقى مع فريقها فريقنا القومى اليوم، الذى نتمنى الفوز له إن شاء الله!. لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب