كما لو كان مجرما يشكل خطرا على المجتمع، جرى تحديد نطاق تحركاته. يتجنب الأماكن العامة، يتابع معشوقته عن بعد، ممنوع عليه بفرمان رسمى الاقتراب منها. يحيا على أمل نهاية الحظر واستئناف رحلته معها. خلال الفترة الماضية، عاش ميشيل بلاتينى أعظم لاعب فرنسى (63 عاما) ورئيس الاتحاد الأوروبى السابق لكرة القدم، فى قاعة خاصة به، يشعر دائما بأن مؤامرة كبرى تستهدفه ليس من منافسيه فقط بل من دول كبرى كأمريكا، يريدون اسقاطه. وبدلا من أن ينتظر الفرج فى أكتوبر المقبل حينما تنتهى فترة حرمانه من ممارسة النشاط الرياضى بعد تلقيه أموالا بشكل غير قانونى من الفيفا، كان القدر قاسيا عليه، عندما أوقفته الشرطة الفرنسية لاستجوابه بشأن ملف فساد استضافة قطر كأس العالم 2022. التحقيقات تتركز حول أسرار ما جرى خلال الغداء الشهير الذى أعده الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى بقصر الاليزيه وحضره أمير قطر الحالى ورئيس وزرائها آنذاك حمد بن جاسم وبلاتينى، قبل 9 أيام من التصويت على اختيار الدولة الفائزة. بعد 6 أشهر من فوزها بدعم من ساركوزى وبلاتينى، اشترت قطر نادى باريس سان جيرمان وضخت أموالا طائلة فيه وجلبت له أغلى اللاعبين واشترت حقوق بث الكرة الفرنسية. ما دور بلاتينى فى جبل الرشاوى القطريةلفرنسا وماذا تحصل شخصيا؟ الشرطة تريد أن تعرف والعالم أيضا. حتى اعتزاله عام 1987 كان بلاتينى معبود فرنسا ونابليونها الصغير، المفتوحة أمامه أبواب النجاح، لكن دخوله مجال الإدارة ترافق مع تحول كرة القدم لصناعة تتدفق عليها المليارات من الاعلانات وحقوق البث لتصبح اللعبة خاصة فى مستويات إدارتها العليا كالمغناطيس يجذب الفساد والفاسدين. وكان بلاتينى قريبا من المغناطيس بل خطط للاقتراب أكثر مع طموحه لرئاسة الفيفا. الآن انكسر الحلم، وعلى الأرجح لن يقترب مجددا من المغناطيس، ومع ذلك، سيظل رمزا من رموز مرحلة (2000 2010) تحولت فيها كرة القدم والفيفا تحديدا إلى مغارة على بابا يغرف منها كل من يستطيع.. وقد جرى ضبط فاسدين وإدانتهم بينما مازال آخرون فى مرحلة المطاردة. [email protected] لمزيد من مقالات عبدالله عبد السلام