المؤكد أن أصحاب القرار فى الدول العربية الذين يصطفون فى مواجهة إيران تحت المظلة الأمريكية، يدركون أن تلاقيهم مع سياسة ترامب الحالية ضد إيران، فضلا عن أنه لحظى فإن تحققه لم يكن استجابة منه لمطالبهم، وإنما وفق الأولويات والإجراءات التى يراها. وكذلك فإن من يمكنه أن يتحرر من المسار الحالى هو ترامب، ومن الممكن، وفق تقديره للمستجدات، أن يغير سياساته أو يعدلها أو يؤجل ما يرى تأجيله منها. بل إنه حر فى مدى شاسع يقع فيما بين الحرب المستبعدة، وبين العودة لما كان قبل الأحداث، وهو ما لم يعد ممكنا. وفى كل هذه الأحوال، فليس من المتوقع أن يُخطِر ترامب حلفاءه العرب فى المنطقة قبل انقلاباته، تماما كما لم يُشرِكهم فى وضع سياساته المعلنة ضد إيران. ومن المهم للدول العربية المنخرطة فى هذا المعمعان أن تفتح عينيها على القنوات بين أمريكاوإيران، وعلى الوسطاء فيما بينهما، والأهم من كل هذا أن يعرفوا الأفكار والبدائل المطروحة فيما يدور وراء الستار، قبل أن تتكشف علنا عندما يحين الحين الذى يحدده آخرون. لأنه من الضرورى للعرب أن يعرفوا إذا ما كانت تخوفاتهم من إيران مدرجة فى بنود الرسائل التى ينقلها الوسطاء بين أمريكاوإيران، لأنها إذا غابت فليس لهم أن يتوقعوا أن تنتهى التسوية بين أمريكاوإيران إلى ما يرضيهم، ليس فقط لأن التخوفات ستبقى كما هى، بل للتوترات الإضافية التى سوف تترتب فى المستقبل على إشهار الدول العربية للاشتراك مع أمريكا فى التشدد ضد إيران بخطاب يعتمد على ما يتراءى من سياسة ترامب، دون التأكد من جديته ومن نيته فى الاستمرار. وأما ما يجب ألا يغيب عن البال فهو أن إسرائيل فى القلب من كل هذا، لأنه لا يجوز الاختلاف على أنها أهم العوامل وراء سياسة ترامب فى الإقليم، وهذه المرة ضد إيران، وليس من المتوقع منه، وفق بديهيات السياسة الأمريكية الراسخة، أن يقبل أى تسوية مع إيران لا ترضى عنها إسرائيل. لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب