أثار ما نشرت تحت عنوان (كوميديا سوداء) فى شهر أبريل الفائت حول عدم معرفة الأجيال الجديدة بأحد الأبطال الرموز مثل جول جمال ناسف البارجة جان دارك إبان العدوان الثلاثي، ردود فعل واسعة وغامرة، أختار منها رسالة أحمد زين السفير بوزارة الخارجية على المعاش، التى جاء فيها: (ما أشرت إليه عن عدم معرفة الشباب باسم عظيم مثل جول جمال مثبت على لافتة فى شارع كبير، هو أمر يقتضى الاهتمام، فالحقيقة أن هناك الكثير من أسماء الشوارع غير المعروفة لدى بعض الشباب، وهذا يعكس مشكلة ثقافية كبيرة، ويتطلب تشكيل لجنة وطنية من بعض الوزارات المعنية مثل الحكم المحلى والثقافة، لتقوم بتسطير نبذة موجزة جدا تحت اسم كل شارع يحمل اسما لتوضح أهم عمل قام به من تسمى الشارع باسمه وتاريخ مولده ووفاته وأهم الأعمال التى قام بها، وسيسمح ذلك بتقديم القدوة للشباب والتعريف بأسماء ونساء ورجال أثروا الوطن بأعمالهم وأسدوا خدمات جليلة وبعضهم قدم روحه فداء للأوطان، إن الاكتفاء بكتابة اسم شخص ما دون تحديد الأسباب التى أدت إلى إطلاق اسمه، يفترض أن الأيام التى عرف فيها الناس تلك الشخصية هى أيام ثابتة لا تتحرك، وأن الزمان لن يتحرك وتأتى أيام لن يعرف فيها الناس تلك الشخصية ولماذا أطلق اسمها على هذا الشارع أو ذاك وما هى الأعمال التى أدوها، يجب أن تتحول أسماء الشوارع إلى سجل مصغر للذاكرة الوطنية).. تعليق: أوافق تماما على ما اقترحه السفير أحمد زين، فقد شاهدت بنفسى فى لندن علامات توضع على بعض الشوارع التى تحمل أسماء مهمة أو البيوت التى سكنها أصحابها أو شهدت ميلادهم أو بعض إسهاماتهم العبقرية وعليها جمل موجزة جدا تشرح للناس لماذا هذا الاسم عظيم وما الذى قدمه لبلاده، وفى هذا الإطار مازالت لافتة شارع الثورة أمام مستشفى فلسطين التى شطب منها الإخوان المجرمون كلمة (الثورة) إبان عملية يناير عام 2011 تحتل مكانها فى الشارع وكأن المسئولين عن الحى لا يعرفون فضل ثورة 23 يوليو أو لا يريدون أن تعرفه الأجيال الجديدة. وسأكتب عنها مرة أخرى وأخرى وأخرى مالم يتدخل أحد لإزالة التشويه ويحافظ على الذاكرة الوطنية. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع