تبذل الإدارة الأمريكية، التى تبدو منقسمة بين صقورها المتشددين والرئيس دونالد ترامب الذى يخشى إغراق بلده فى حرب أخرى بلا نهاية، جهودا شاقة لتحديد استراتيجيتها حيال إيران بين خيارات الرد أو ضبط النفس وتشديد العقوبات أو التفاوض، كما يبدو من بعض ردود فعلها على التطورات الأخيرة فى خليج عمان. وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن الأمر لم يستغرق أكثر من ساعات بالنسبة لواشنطن لتوجه اتهامات مباشرة إلى طهران وتحملها «مسئولية» الهجومين اللذين استهدفا ناقلتى نفط. كما شدد متحدثون باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» على أن الهجمات لم تستهدف مصالح أو مواطنين أمريكيين، ما يجعل الأمر قضية تتصل بالملاحة البحرية فى العالم ويجب تسويتها على المستوى الدولي. وقال ترامب إن الحادث «يحمل بصمات طهران فى كل جوانبه»، رافضا نفى إيران القيام أى دور فيه. وأشار الرئيس الأمريكى إلى تسجيل بالأبيض والأسود نشرته القيادة الوسطى فى الجيش الأمريكي، يظهر زورقاً سريعاً للحرس الثورى الإيرانى وهو يزيل «لغما مغناطيسيا لم ينفجر» عن إحدى الناقلتين. وقال ترامب «نرى السفينة، مع لغم لم ينفجر، وهذا يحمل بصمات إيران»، مؤكّداً أنّ الحرس الثورى «لا يريد ترك أدلة خلفه».لكن هذه الإدانات لم تعقبها تهديدات بأى رد فوري. وهذا يمثل درجة ما من ضبط النفس من قبل الإدارة التى شددت بثبات العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية ضد إيران، ورفعت الشهر الماضى إلى «أقصى حد الضغوط» بنشر سفن حربية وقاذفات وقوات فى المنطقة. قال كولين كال المستشار السابق للأمن القومى فى إدارة الرئيس باراك أوباما ويعمل حاليا فى جامعة ستانفورد بكاليفورنيا إن «الوضع بين الولاياتالمتحدةوإيران يزداد خطورة». وأضاف أن الجانبين «قد ينزلقان بسهولة إلى حرب يؤكدان أنهما يريدان تجنبها». لكن آرون ديفيد ميلر المفاوض السابق فى إدارات جمهورية وديمقراطية سابقة لا يرى أن الهجومين الأخيرين «كافيان لإعلان حالة حرب». من جهته، قال ترامب بوضوح إنه لا يريد أن يغرق الجيش الأمريكى فى حرب جديدة مكلفة و«لا نهاية لها» مثل حربى أفغانستان والعراق. وعبر وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان عن تصميمه على «الدفاع عن قواتنا ومصالحنا فى جميع أنحاء العالم»، لكنه أكد فى الوقت نفسه أن واشنطن «لا تسعى إلى نزاع».وقال شاناهان للصحفيين «لدينا وضع دولى هناك فى الشرق الأوسط، وليس حالة أمريكية»، مضيفا أن الإدارة متحدة فى السعى إلى «توافق دولى لهذه المشكلة الدولية».
