تعقيبا على ما كتبه د. سمير القاضى فى رسالته بعنوان «إنهما مظلومان» حول ما نشرته بعنوان «ضرورة لا غنى عنها»، أقول: نعم سواء المعلم أو الطبيب يعملان فى ظروف قاسية، ولكن هذا ليس له شأن بإتقان العمل، وإنه وهو يُتقن عمله يُعامل الله، فالإتقان هو أداء العمل والالتزام بمتطلباته في الوقت المحدد دون تأخير.. قال تعالى صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ، وإتقان العمل سبب في التوفيق والنجاح في الدنيا، ويدعم نجاح المجتمع، ويرفع معدل الإنتاجِ ونوعيته، ويساعد في زرع الخير ونفع الغير، بالإضافة لمزايا أخرى نفسية تعود على الفرد نفسه الذي يشعر بالراضا وراحة البال، ويوفر الجهد ويقلل صرف المال، ويرفع معنويات العامل ويحسن نفسيته، فكلما شعر العامل أو المعلم أو الطبيب أنه أتقن العمل سيشعر بالراحة والعكس. ويلزم لإتقان العمل استشعار المرء مراقبة الله له في كل صغيرة وكبيرة، وأن يجدد نيته في كل عمل يعمله ليكون خالصًا لوجه الله وابتغاء مرضاته، والبعد عن كل الشبهات والمحرمات التي تحبط الأعمال وتجلب السخط، واستخدام الوسائل الحديثة قدر المستطاع والمتاح أيضا في إتقان العمل، والحرص على تطوير الذات، والبعد عن الروتين، وبهذه الوسائل وغيرها تصبح أعمالنا، والتي تستهلك جزءا كبيرا من حياتنا، زادًا لنا لمرضاة الله وطاعته وبذلك لا تضيع أوقاتنا وأعمارنا فيما لا ينفعنا في الدنيا والآخرة. د. محمد مصطفى مسعد