قل ما شئت عن أهمية تشييد البنية الأساسية وتوفير القدرات المالية لإنجاز طموحات الاستثمار والتنمية باعتبارها ركائز ضرورية للشروع فى السير على طريق البناء الصحيح للدولة العصرية ولكن يظل العامل الأساسى هو فى مدى صحة اليقين بضرورة اعتماد منهج التفكير العلمى فى كل خطوة تخطوها الدول الناشئة والطامحة فى سرعة اللحاق بقطار العصر واحتلال أحد مقاعده المريحة!. والذى يجرى فى مصر حاليا ويراه البعض بالأمر الصعب بينما يراه آخرون بالأمر المستحيل يصر الرئيس السيسى على المضى فيه تحت مظلة الثقة فى أن هذا الشعب قادر على صنع المعجزة الاقتصادية والتنموية والسلوكية إذا خلصت النيات وصدقت العزائم وسادت الجدية وتهيأت الأجواء الكفيلة بنشر روح الرغبة فى التعامل مع سائر القضايا والتحديات بمنطق التغيير والبحث والتأمل ارتكازا على الثقة بالنفس فى القدرة على الابتكار وقهر المستحيل. وظنى أن السيسى باعتباره ابنا للمؤسسة العسكرية المصرية يستلهم معظم خطاه من استيعاب صحيح وصادق لدروس حرب أكتوبر المجيدة التى جسدت قدرة وعظمة العقل المصرى فى تخطى أصعب الموانع وإزالة أعتى الحواجز فتمكنت قواتنا من عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الذى هزمه العقل المصرى بخراطيم وطلمبات المياه المستوحاة من ملحمة بناء السد العالى وتحويل مجرى نهر النيل بينما كان الخبراء العالميون لا يرون سبيلا سوى امتلاك قنبلة نووية تشق خط بارليف الرهيب وتفتح طريقا تعبر به مدرعاتنا إلى الشاطيء الشرقى للقناة. إن قوة التفكير السليم التى ارتكز إليها نصر أكتوبر المجيد هى ذاتها قوة التفكير التى يعتمد عليها السيسى حاليا مع معاونيه ومستشاريه للتعامل مع الطموحات والأحلام المشروعة للشعب بحيث يتحول التفكير إلى عملية تخطيط تدرس أى مشروع من كل جوانبه كمقدمة للشروع فى رسم خطة التنفيذ ومحاولة تجربتها قبل المغامرة بالتنفيذ وهذا هو أسلوب البحث العلمى السليم بروح الفريق. أما ما يقوله بعض أيتام الجماعة وفلولها فى الخارج عن قرب إفلاس مصر من نوع ما نسب إلى يحيى حامد أحد الوزراء الذين ظهروا على المسرح السياسى فى غفلة السنوات العجاف فهى مجرد أقوال مرسلة وأضغاث أحلام لا تمت للواقع المصرى بأى صلة ومكانها الوحيد هو سلة المهملات لأن الإفلاس لا يصلح عنوانا لورشة العمل الناجحة فى مصر وإنما هو عنوان الإفلاس الفكرى والسياسى للجماعة!. خير الكلام: عدم الاستفادة من دروس الماضى نوع من العمى فى التفكير!. [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله